لم تستلم الشابة اليافعة لكل ذلك ورَفعت شعاراً جعلته نهجاً لحياتها منذ نعومة أظافرها وحتى الآن عنونته بـ"أنا أستطيع".
كلمنجارو بداية الأمل
لم تعرف ياسمين اليأس طوال حياتها فواصلت تعليمها ودرست علم النفس في جامعة النجاح الفلسطينية، وبدأت حكايتها مع تسلق الجبال بعد انضمامها لجمعية إغاثة أطفال فلسطين، والتي تتطوع لخدمة الأطفال أصحاب الهمم من عمر 10 سنوات وحتى 18 عاماً.
وتقول الفتاة الفلسطينية في حديثها لـ"الرؤية" "في 2006 وفي عمر الـ10 سنوات منعني الاحتلال الإسرائيلي من دخول القدس لتركيب طرف صناعي، وقتها تعرفت على جمعية إغاثة أطفال فلسطين التي ساعدتني في توفير أطراف صناعية في أعمار مختلفة".
من الجمعية فُتحت طاقة أمل جديدة لياسمين حيث تعرفت على سوزان الهوبي وهي أول امرأة عربية تتسلق جبل إيفرست، ونظراً لكونها فلسطينية فقد كانت تخصص جزءاً من وقتها لدعم أطفال فلسطين سواء بتعليمهم تسلق الجبال أو اكتشاف مواهبهم أو تخصيص دعم مالي للجمعيات الشبيهة بـ"إغاثة أطفال فلسطين"، كانت ياسمين إحدى الفتيات اللاتي ساعدتهن الهوبي بالتدريب.
عن ذلك تقول ياسمين "سوزان دعمتني كثيراً وكانت صاحبة فكرة تدريبي لصعود جبل كلمنجارو أعلى قمة بإفريقيا ونمت هذا الشغف داخلي".
في 2014 نجحت ياسمين في صعود قمة كلمنجارو والتي يبلغ ارتفاعها 5895 متراً، بهدف جمع التبرعات لجمعية إغاثة أطفال فلسطين لتقديم الرعاية الطبية لأطفال آخرين مثلما ساعدتها، إضافة لرسالة إنسانية أخرى حاولت ياسمين إيصالها، وكان ملخصها أنه لابد من السعي تجاه الأهداف مهما كانت العراقيل حتى وإن كانت "إعاقة".
8 أيام كاملة استغرقتها ياسمين لرحلة تسلق الجبل الإفريقي، واجهتها مخاطر كبيرة كانخفاض نسبة الأكسجين للنصف، ساعات المشي الطويلة والتي بلغت 13 ساعة أحياناً، واستغرق صعود القمة وحده نحو 17 ساعة كاملة، لكنها لم تعر هذه المصاعب اهتماما، فكانت تتحدى نفسها محاولة إثبات أنها قادرة على العطاء رغم الإعاقة".
من كلمنجارو لإيفرست
رغم الصعوبات التي واجهتها في صعود كلمينجارو إلا أن ذلك قد لا يوازي حجم المخاطر التي يمكن أن تواجهها على إيفرست ورغم ذلك فهي مازالت ماضية في تحقيق حلمها في صعوده.
يبلغ ارتفاع إيفرست أكثر من 29 ألف قدم كأعلى قمة فوق مستوى سطح البحر، ظروف مناخية قاسية يواجهها متسلقوه كالرياح العاتية ومستوى الأكسجين الذي يصبح محدوداً كلما زاد الارتفاع، ناهيك عن درجة الحرارة التي تصل إلى -35 درجة مئوية، إلا أنه ورغم كل ذلك تُجري ياسمين تدريبات يومية شاقة لصعود الجبل العنيد في رحلة مقرر لها 27 مارس المقبل، فهي تمشي مسافات طويلة يومية في ربوع فلسطين مثل عين يبرود بنابلس، إضافة لتسلقها على الصخور لأول مرة تحضراً لملاقاة إيفرست بمساعدة أحد نوادي التسلق بفلسطين.
وتضيف "ثقة كبيرة أضعها في مدربتي سوزان الهوبي التي ستقودني في رحلة الصعود، إضافة لحماستي الشديدة واستعدادي النفسي والبدني، وسأواجه أي موقف بشجاعة وقوة كبيرة".
دعم اللاجئين
خمس سنوات كاملة وفاصلة بين صعودها لقمة كلمنجارو واستعدادها لصعود إيفرست إلا أن ذلك جاء لأسباب عددتها في حديثها مع "الرؤية" وشملت إجراءها لعملية جراحية بطرفها المبتور، إضافة للحصول على طرف صناعي جديد بدعم إيطالي.
نجحت ياسمين في جمع تبرعات بقيمة 3500 دولار لمساعدتها في رحلتها وحتى الآن لم يكتمل المبلغ المطلوب مشيرة إلى أنها تحتاج إلى جمع 3 آلاف دولار لتغطية نفقات رحلتها كاملة.
وستوجه ياسمين التبرعات التي ستجمعها من تسلق القمة لمساعدة اللاجئين الذين يمرون بظروف قاسية خاصة في فصل الشتاء.