الأربعاء - 15 يناير 2025
الأربعاء - 15 يناير 2025

شمس قمر الياباني لا يغيب عن الإمارات

من «الكيمونو» إلى «الكندورة الإماراتية» والعقال، تأتي رحلة الشاب الياباني أكيرا تاكاتوريا، الذي لم يكتف بالبحث في الترجمة الحرفية لاسمه إلى العربية «شمس قمر»، وراح يعيش تفاصيل ثقافتها، وحياة أهلها، في شغف قاده إلى زيارة الإمارات 40 مرة، وقع خلالها في عشق الهريس ومارس السلام بالخشوم، وغيره من تقاليد المجتمع المحلي، بالإضافة إلى تردده على 11 دولة عربية أخرى.

أبحر قمر الياباني، الذي التقته «الرؤية»، في دبي، في الثقافة الخليجية فأصبحت جزءاً من تفاصيله، وحياته اليومية، حيث لا يتردد في الذهاب إلى مقر عمله، وسط طوكيو باللباس الإماراتي التقليدي، وكأن ثقافتين بالفعل اجتمعا في شخصه.

ويتابع عاشق الهريس، 70 ألف شخص على تويتر، حيث يشارك شمس قمر متابعيه بمنشورات تعبر عن حبه لأصناف الطعام الخليجية واندماجه بتفاصيل المجتمع نفسه من رياضة وتاريخ ومناسبات وطنية.


* يوميات مدهشة


يفخر أكيرا بوطنه اليابان، كذلك بسعيه الحثيث لبناء جسور تواصل بين الثقافة اليابانية والعربية، ويتوجه إلى زوار صفحاته على موقع التواصل الاجتماعي بجملة ترحيبية باللغة العربية هي: «مرحبا! أنا ياباني مع أنه لا يبدو علي ذلك.. سأشارككم صور ومشاهد من اليابان.. وسأبذل جهدي في دراسة اللغة العربية.. أنا ياباني!!!».

يروي شمس قمر ، بعض تفاصيل بداياته، ويومياته المدهشة، لـ»الرؤية»، فوراء العقل المنفتح على ثقافة مغايرة، شاب قرر أن يتحدى الوضع المادي المتوسط لعائلته، ويسعى للعمل إلى جانب الدراسة، ما قاده للعمل في شركة تجارية يابانية، هو اليوم نائب مدير قسم المبيعات بها، لكنه يحافظ في الوقت نفسه على زياراته المتتالية إلى الإمارات.

* بشت ياباني

يرتدي أكيرا «الكندورة» بعض أيام عمله في اليابان، وسط استغراب زملائه في العمل والمشاة في الطريق، إلا أن «شمس قمر» يبدي ثقة عالية بالنفس تجعله أكثر تمسكاً بمظهره.

ويعتبر الزي الذي يعتمده مثالاً عملياً للتعايش، إذ يعتمد الكندورة أو الدشداشة على اختلاف أنواعها، ويرتدي فوقها ما يسميه (البشت الياباني) حيث يقول عنه إنه «يتميز بأكمامه العريضة وياقته الملفتة».

* صورة حقيقية

لم يكن فضول أكيرا نافذته الوحيدة للتعرف إلى الحضارات والثقافات المختلفة، إذ درس التاريخ في الجامعة وتخصص في التاريخ العربي المعاصر، ثم اختير عضو في برنامج التبادل الشبابي السعودي الياباني ليزور المملكة العربية السعودية في 2012 لأول مرة.

وأوضح أن ما دفعه للتعمق في الثقافة والتاريخ العربي، هو الصورة التي يصدرها الإعلام ويتناقلها البعض عن المجتمعات العربية، مختزلين إياها في تصدير البترول وغيرها من الأمور المادية، دون الإضاءة على تاريخهم أو حاضرهم.

وقال: «لم أجد قاصاً أو رحالة حاول أن يكون صلة وصل بين الثقافة اليابانية والعربية ويعكس حياة الأفراد من الجانبين لتتمكن الشعوب من التعرف الحقيقي إلى بعضها البعض».

وأضاف:»زرت البلاد العربية وتمكنت من فهم ثقافات الناس، والاطلاع على حياة الأفراد اليومية.. وأحاول عكسها في بلدي اليابان والإضاءة عليها حتى في أبسط الصور كارتدائي الملابس التقليدية الخليجية كالكندورة .. وهو أمر يكسر الحواجز ويرسخ الألفة بين الشعوب».

* 40 زيارة

40 زيارة تقريباً، تردد فيها أكيرا حتى الآن على الإمارات، ليأسره مزيج الثقافات في بلد واحد، وتمسك المواطنين بثقافتهم الأصيلة على الرغم من تقدمهم ركب الحضارة في المنطقة، لتكون الكندورة عنوانهم أينما حلوا، وأصناف الطعام التقليدية مثل المجبوس والهريس غذاءهم بطعم فريد لا يمكن لأكيرا مقاومته، حسب تأكيده.

وأعرب أكيرا عن إعجابه بالاستراتيجيات الوطنية التي تنتهجها الإمارات في مجابهة التحديات والتغلب عليها، مشيراً إلى انبهاره بالمشاريع والمبادرات المهمة، التي تعكس الإصرار على التقدم والسعي نحو الأفضل بشكل مستمر، على نحو يفوق ما تسير عليه الأمور في كثير من الدول المتقدمة، وخصوصاً الأفكار المرتبطة بالبحث الدائم عن التميز والصدارة.