تمتلك عاصمة الإمارات مجموعة لافتة من القصور العريقة والحديثة، التي تخطف الأنظار وتأسر المشاعر عند التأمل في تفاصيلها المعمارية البديعة وعند إدراك فخامتها ورقيها وحقائقها التاريخية.
ورصدت «الرؤية» أبرز قصور أبوظبي التي تحظى بشهرة واسعة على المستوى المحلي -والعالمي أيضاً- وتعد وجهة للباحثين عن معالم سياحية مميزة والمواقع الثقافية والتراثية المهمة، من بينها قصر الإمارات، قصر الوطن، قصر الحصن، قصر المويجعي في العين، وقصر العين.
قصر الإمارات
وبمجرد أن يتجه السائح أو الزائر إلى قصر الإمارات الذي يقع في قلب أبوظبي سيشعر بالتحليق في فضاء الجمال والأناقة والفخامة، وعلى أنغام الموسيقى التي تعزف بصورة حية عند استقبال الزوار، سيستمتع السائحون بتأمل تصاميم المبنى الخارجي والداخلي للقصر، وسيتمعنون في تفاصيل 114 قبّةً ممزوجة بالذهب وعرق اللؤلؤ والكريستال بحرفية تامة، ومنها القبّة المركزية بارتفاع 72.6 متر عن سطح الأرض.
وستأسر الثريات قلوب الزوار، علماً أن القصر يضم نحو 1000 ثريا تزن أكبرها 2.5 طن، كما سيحظون بفرصة مشاهدة سجّادتين جداريّتين مصنوعتين يدوياً عليهما صورة للفندق.
ويستقبل فندق القصر الذي يعد من أفخم الفنادق بالعاصمة ويندرج ضمن فئة 5 نجوم، آلاف الزوار على مدار العام، سواء من الراغبين في الإقامة بالفندق أو الباحثين عن أجواء متفردة للاستجمام والاسترخاء.
ويتيح القصر الذي يعد من أشهر المعالم في العاصمة والحائز الكثير من الجوائز تقديراً لعراقته منقطعة النظير، العديد من الخدمات والتجارب الحياتية والصحية، أبرزها ممارسة الأنشطة الرياضية كالغولف أو لعب الكرة الطائرة، أو المشي والركض وذلك في حدائقه الممتدة على مساحة 100 هكتار، والملاعب الخاصة المتواجدة في محيط القصر.
ويقدم قصر الإمارات الكثير من الخدمات الصحية الفخمة، منها على سبيل المثال علاج العناية بالوجه برقائق من الذهب عيار 24 قيراطاً، ويحظى قصر الإمارات بإطلالة خلابة على معالم أبوظبي، فيما يمتلك شاطئاً خاصّاً يمتدّ على مسافة 1.3 كيلومتر، وأحواض سباحة، ومرسى خاصّاً ومطاعم فاخرة تقدم أطباقاً ومذاقات مستوحاة من شتى أنحاء العالم ومنها على سبيل المثال طبق برغر لحم الإبل يزين برقائق من الذهب عيار 24 قيراطاً.
وفي الليل يمكن للزوار تأمل إضاءة القباب وجدران القصر عندما تغيرها بطريقة بارعة لتضفي عليه مزيداً من الجمال، وذلك أثناء استرخائهم على الشاطئ والاستمتاع بأنغام البحر أو عند تناول أشهى الأطعمة والمشروبات.
قصر الوطن
يمتلك قصر الوطن روعة معمارية مهيبة وتصميماً خارجياً رائعاً يعكس أهمية معارضه الداخلية الفريدة التي تعد أيضاً شاهداً على الماضي، بالإضافة إلى بيت المعرفة الذي يعد شاهداً على إنجازات علماء العرب، إلى جانب مكتبة فريدة من نوعها بها الآلاف من المراجع العلمية والثقافية المطبوعة والرقمية تعزز من التعلم وتبادل المعرفة.
ويعد القصر الذي يقع بقلب أبوظبي، جزءاً من مجمع القصر الرئاسي الإماراتي ومَعلماً ثقافياً عريقاً يستقطب الزوار لاستكشاف الإرث المعرفي والتقاليد العريقة بالإمارات.
ومن الفرص التي يحظى بها زوار القصر مقابل تذكرة قيمتها 60 درهماً للكبار و30 درهماً للصغار، فرصة التعرف على التراث والفنون العربية العريقة، إذ يُعتبر القصر أكثر من مجرّد قصرٍ تقليدي، إذ يعزز الفهم الثقافي عن الإمارات والمنطقة وتاريخها وإنجازاتهما العريقة.
وتشتمل أجنحة القصر على قاعة روح التعاون التي تجمع تحت سقفها المجلس الأعلى للاتحاد والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، كما يتيح للزوار فرصة التعرف على النشاطات الدبلوماسية المختلفة، أما جناح المائدة الرئاسية فيكشف النقاب عن كرم الضيافة الإماراتية المقدمة لكبار الشخصيات الرسمية الذين تتمّ دعوتهم إلى المائدة من أنحاء العالم، وتمنح القاعة الزوار إمكانية إلقاء نظرة على القطع الفضية والكريستالية والأواني الخزفية.
وفي المساء، يحظى زوار قصر الوطن بفرصة مشاهدة العرض الضوئي والصوتي المذهل وذلك برفقة العائلة فهو يسرد مسيرة تطور الإمارات عبر 3 أعمال فنية خلابة تُقام أمام القصر الرئيسي كل 30 دقيقة بعد مغيب الشمس فيما توضع الصيغة النهائية قبل موعد العرض بـ30 دقيقة.
قصر الحصن
يمثل قصر الحصن القلب النابض لأبوظبي والشاهد الحي على تاريخها العريق، ويعدّ رمزاً وطنياً يعكس تطور أبوظبي، ويعتبر أعرق صرحٍ تاريخي في العاصمة، وتشتمل منطقة الحصن على المجمع الثقافي، دار الفنون وشعلة الثقافة الأولى بالعاصمة.
وأثناء زيارة قصر الحصن، سيتمكن الزوار من الاطلاع عن قرب على تفاصيل تاريخية تمتد لسنوات عديدة، وخاصة أن القصر كان مقراً للحكم ومنزلاً للأسرة الحاكمة ومقراً للحكومة في أبوظبي، علماً أنه تحوّل إلى متحف وطني في 2018 بعد أن خضع لأكثر من عقد لأعمال ترميمٍ مكثفة.
ويشتمل قصر الحصن على المجلس الوطني الاستشاري والأرشيف الوطني وقد أسّسه المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسِس الدولة، ومعرض فني يروي حكايات وإنجازات دارت تفاصيلها بالحصن.
ويتأمل الزوار مقابل تذاكر قيمتها 30 درهماً، تفاصيل تصميم الحصن التي تتضمن برج مراقبة بُني في تسعينيات القرن الثامن عشر لحماية طرق التجارة الساحلية وحماية المجتمعات المتنامية على الجزيرة، فيما يتألف القصر من بناءين بارزين وهما: الحصن الداخلي الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1795 والقصر الخارجي الذي تم بناؤه في الفترة التي تراوحت بين عامَي 1939 و1945.
وبجوار قصر الحصن، أي في بيت الحرفيين يتمكن الزوار من التعرف على الحرف التراثية الأصيلة لشعب الإمارات في الماضي، بالإضافة إلى الكثير من الفرص للمشاركة في الدورات والبرامج الثقافية والتراثية المخصصة للأطفال والبالغين والراغبين في خوض مجال ريادة الأعمال.
وفي بيت الحرفيين، يتواجد متجر فريد يضم أعمالاً فنية متنوعة معروضة للبيع، وسلعاً وحقائب وقرطاسيات يدخل في تصميمها التلي واعتمدت على السدو الذي يعد شكلاً من أشكال الغزل الهندسي البسيط. قصر المويجعي
ومن القصور التاريخية وأحد المواقع الثقافية العريقة في الإمارات، قصر المويجعي بالعين والذي يعد شاهداً وراوياً لحكايات التاريخ وقصص الآباء والأجداد على مدى أكثر من 100 عام، وخاصة أنه شهد ولادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك عام 1948.
ويستقبل القصر الذي يبعد نحو 90 دقيقة عن أبوظبي، الزوار على مدار العام ليتمكنوا من تأمل روعته وجماله، وخاصة أن ذلك الصرح شهد في أوائل السبعينيات مراحل ترميم مختلفة تُوجت بمشروع ضخم ساهم في عودة قصر المويجعي كمقصدٍ بارز في العين يستقطب الزوار.
وسيحظى الزوار بفرصة التعرف على تفاصيل تاريخية عميقة من المعرض الفني الداخلي المحاط بالجدران الزجاجية، بما فيها قصة القلعة وسكانها، كما يُقدم تسلسلاً زمنياً لحياة أفراد العائلة الحاكمة في أبوظبي وعلاقتهم بقصر المويجعي، كما يركز على إنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ويحكي المعرض تاريخ قصر المويجعي بدءاً من الاكتشافات المبكرة للأدلة الأثرية وحتى الآن، ويسلط الضوء على دور القصر في استضافة الرحّالة الزوّار، علماً أن القصر شيد في عهد المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن خليفة الأول، وبات لاحقاً بمثابة منزل وقاعدة إدارية للمغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حين أصبح ممثل الحاكم في منطقة العين عام 1946.
ويتيح القصر الفرصة لزواره للتعرف على بدايات نشأة الإمارات، والاستمتاع بتأمل تفاصيله المعمارية الفنية الملهمة، علماً أنه اعتمد على الطوب عند إنشائه وتضم زواياه أبراجاً بارزة وبوابة كبيرة عند مدخله الرئيسي.
قصر العين
ويحظى زوار مدينة العين بفرصة الاطلاع على تفاصيل تاريخية عميقة للمنطقة وذلك من خلال التوجه إلى متحف قصر العين، الذي يعد أحد أفضل المتاحف المُعاد تأهيلها في أبوظبي، فيما كان المنزل السابق لمؤسس دولة الإمارات والرئيس الأول للدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وعائلته حتى أواخر الستينيات، وذلك قبل أن تنتقل العائلة إلى أبوظبي.
ويُسلّط القصر الضوء على الحياة اليومية للعائلة الحاكمة والمجتمع قبل أن تتطوّر المدينة بعد اكتشاف النفط، فيما يعود تاريخ بناء أقدم مبنى في قصر العين إلى عام 1937، فيما تحول إلى متحف عام 1998 ليصبح معلماً سياحياً وثقافياً رئيسياً.
وافتتح المتحف أبوابه للزوّار عام 2001 ليواصل الاحتفاء بالتاريخ العريق الذي تتمتع به الإمارات، ويسهم في الحفاظ على روابطه بالحاضر والمستقبل.
ويضمّ المتحف مجموعة واسعة من الساحات التي يمكن استخدام مرافقها للفعاليات الرسمية والخاصّة، فيما تمّ بناء كلّ من المساحات وإعادة ترميمها باستخدام مواد بناء محلية ومراعية للبيئة، بما في ذلك الطين والرمل والجصّ، فضلاً عن أشجار النخيل لصنع أسقف الغرف وأبوابها ونوافذها.