تجمع مبادرة الفن في عام الخمسين التي تأتي برعاية كريمة من الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، رئيسة مؤسسة الليوان للثقافة والفنون، والتي كشفت لـ«الرؤية» عن تفاصيلها الفنانتان الإماراتيتان د. نجاة مكي وإيمان الهاشمي، بين الإيقاعين اللوني والموسيقي.
وتقدم المبادرة التي تحتفي بمرور 50 عاماً على قيام الاتحاد، مقطع فيديو من إخراج لينا ياغي، يجمع مراحل الإيقاع اللوني للوحة الفنية التي حملت اسم «إمارات المحبة» للفنانة د. نجاة مكي، والإيقاع الموسيقي للملحنة إيمان الهاشمي.
نهر واحد
لم تكن هذه هي مشاركة الفنانة التشكيلية د. نجاة مكي في هذا الإطار، حيث كانت لديها تجارب تعاون سابقة مع شعراء وفنانين تشكيليين، لكنها تؤكد أن هذه المرة الأولى التي تتعاون فيها مع الملحنة إيمان الهاشمي، حيث وجدت أن لديها ألحاناً مغرية لأي فنان تدفعه ليتعاون معها.
وأكدت مكي أن الموسيقى والفن التشكيلي كلاهما نهر واحد، مع اختلاف الإيقاع، فقد يكون إيقاعها باللون والريشة بينما إيقاع إيمان الهاشمي باللحن، مشيرة إلى أن دمج الإيقاعين معاً يمنح الفنان إضافة جديدة تحقق اندماجاً بين اللحن والألوان المكونة منها اللوحة.
تلاحم واندماج
وأشارت إلى أنها استغرقت شهراً ونصف الشهر لإنجاز اللوحة، حيث يصل حجمها إلى 5 أمتار في متر ونصف، منوهة بأن اللوحة عبارة عن زخارف تنتمي للفنون الإسلامية، مكونة وحدات متلاحمة معاً.
ولفتت مكي إلى أنها استهدفت من لوحتها التعبير عن تلاحم قيادة الإمارات الرشيدة مع شعبها في اندماج متكامل، منوهة بأنها أضافت الألوان الفسفورية التي تضفي نوعاً من البريق الذي يجذب المتلقي، والتي تعبر عن فرحتنا بهذه المناسبة الوطنية السعيدة.
مسؤولية وطنية
وأكدت الفنانة الدكتورة نجاة مكي، حرصها على المشاركة في مختلف المناسبات الوطنية، مشيرة إلى أن لدى كل فنان رسالة يعبر عنها، وعلى الفنان المساهمة في نشر مفاهيم وطنه ورد جميله من خلال رؤية جمالية نعبر فيها عما يدور في دواخلنا، معتبرة تعاونها مع الملحنة إيمان الهاشمي تعبيراً عن فرحتها بدولة الإمارات في عيدها الوطني الخمسين.
وتابعت: "كوني إحدى فنانات الجيل الأول للحركة التشكيلية المحلية، فقد كانت ظروفنا تختلف عن ظروف اليوم، ولكن دولة الإمارات أهلتنا لدراسة الفن وما نرغب في تحقيقه، ولولا دعمها ودعم قيادتها الرشيدة لما تمكنا من الوصول لما نحن عليه اليوم، وهو الدافع وراء تشجيعي وتحفيزي على العمل الفني".
180 يوم عمل
أكدت الفنانة إيمان الهاشمي، أول ملحنة أوركسترا إماراتية متخصصة بالموسيقى التصويرية، أن تجهيز المبادرة استغرق ما يقارب 6 أشهر من العمل على جمع كل من المقطوعة الموسيقية واللوحة الفنية.
وأشارت إلى أنها استخدمت 4 آلات موسيقية بالمقطوعة، حيث تعكس كل واحدة منها أحد معاني ألوان العلم الأربعة هي: البيانو، العود، الجيتار والفلوت، منوهة بحرصها على دمج الآلات العربية والغربية في لحن يشمل خمسينية الإمارات.
وأكدت أنها والفنانة نجاة مكي اعتبرتا هذا المبلغ جزءاً بسيطاً من رد جميل الوطن عليهما، مشيرة إلى أن أموال الأرض تصغر أمام حب الوطن والولاء لقيادته والتماهي مع مناسباته.
واعتبرت الهاشمي المناسبات الوطنية حافزاً لكل فنان لكي يخرج ما لديه من إبداعات فنية، مؤكدة أن أصدق الفن هو ذلك الذي يعبر عما بداخل المبدع من حب لوطنه وقيادته، مشيرة إلى أن الإمارات حققت إنجازات عالمية على كافة المجالات، وأن قطاع الموسيقى ليس بعيداً عن التطور الذي تشهده القطاعات الأخرى.