الجمعة - 03 يناير 2025
الجمعة - 03 يناير 2025

«التربية الإعلامية».. فريضة غائبة في منهاجنا

بدر بن خالد

دعا صحافيون إلى تطبيق مادة التربية الإعلامية في المراحل الأولى من التعليم، بما فيها المرحلة الابتدائية، مؤكدين أنها ستسهم في تدريب النشء واليافعين والشباب على القراءة الناقدة المنضبطة بالسلوك والقادرة على الحكم على المحتوى الإعلامي لا سيما الرقمي منه، والتعامل معه بصورة انتقائية واعية.

وأشاروا إلى أن هذه المادة كفيلة بحماية النشء في زمن الثورة المعرفية من الشائعات والأكاذيب التي تثير الفوضى وتوقظ الفتن وتحميهم في الوقت نفسه من التنمر الإلكتروني، كما أنها تقيهم من التعامل الخاطئ مع إعلام «سوشيال ميديا».


وأشاروا إلى أن الحاجة تزداد إلى هذه المادة مع انتشار حملات لا تستند على أي مهنية وتعتمد أساليب التضليل الإعلامي ونشر الشائعات والأكاذيب وتسخر كل السبل لإثارة الفوضى، الأمر الذي يوقع في شراكها الكثير من الشباب واليافعين.


واعتبر الإعلامي خالد الخميّس وجود منهج دراسي للإعلام يبدأ من المرحلة الابتدائية، حاجة ماسة، مستشهداً على أهمية هذا المساق بالماكينة الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي، التي أخذت في اختراق عقول مراهقين وشباب وتضليل أفكارهم حتى أن بعضهم ارتكب جرائم إنسانية في أقرب الناس إليه.

وأشار إلى أن هذه المادة ستنمي لدى الطلبة مهارة القراءة والمشاهدة الناقدة، حيت ستساعد الجهات المختلفة على مواجهة تلك الأفكار الضالة التي انتشرت مع انتشار سوشيال ميديا.

واقترح الإعلامي الخميس تدريس التربية الإعلامية من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية كما هو الحال لباقي المواد العلمية، لمواجهة سيل الشائعات المنتشر عبر وسائل التواصل، معتبراً تربية جيل قادر على قراءة المشهد وتحليله أمراً مهماً لمواجهة أي شائعات أو هجمات إعلامية وسيوفر في الوقت نفسه الوقت والجهد والمال.

واقترح أن يدرس طلبة المرحلة الابتدائية الأخلاق الإعلامية وآداب الحوار وإدارته وطرق التصدي للإشاعات وفن الإلقاء، فيما يتدرب طلبة المرحلة المتوسطة على الجانب الفني كالتصوير والمونتاج وفن الإضاءة والتصميم وإدارة الاستوديوهات. في حين يدرس طلبة المرحلة الثانوية تأثير الإعلام محلياً ودولياً وأنه أحد مقومات النهوض بالأمة العربية والإسلامية من خلال منتجاته الهادفة.

وتتفق مشاعل الخنيشي خريجة إعلام، مع الرأي السابق وتؤكد أن الإعلام له تأثير كبير على تكوين فكر واتجاهات المجتمع لا سيما الشباب واليافعين منه، لذلك أصبح تدرسيهم مساقاً للتربية الإعلامية ضرورة حتمية تفرضها مقتضيات العصر المتسارعة.

ونوهت بأن تدريس هذه المادة سيخرج لنا جيلاً نستطيع أن نعتمد عليه، جيل يستطيع أن يفرق بين الخبر الصحيح والشائعات فضلاً عن أن يكون لديه القدرة على تقصي الحقائق.

ولفتت إلى أن لتدريس هذه المادة نتائج إيجابية في المستقبل القريب، حيث سيكون لدينا جيل يقود الإعلام في منطقتنا لبر الأمان.

بدورها، قالت الإعلامية ومخرجة الأفلام الوثائقية لبنى البدوي إن وسائل التواصل الاجتماعي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لذلك أصبح من الضروري ضبط هذه الثورة بطرق أكاديمية ومهنية أكثر.

ونوهت بأن إدخال الإعلام إلى المناهج سيجنب الأجيال القادمة الوقوع ضحايا للمحتوى السلبي، حيث سيكون لديها القدرة على الفرز بين الغث والسمين، الأمر الذي سيعود بالنفع على المجتمع ككل، في ظل ما نراه من سوء استخدام لهذه الوسائل نتيجة عدم وجود دليل يساعد على استخدامها بصورة صحيحة.

*مشارك في برنامج القيادات الإعلامية العربية ـ السعودية