الجمعة - 10 يناير 2025
الجمعة - 10 يناير 2025

المسرح الرقمي..إبداع يتلمس الطريق بمحاولات تجريبية

قال مسرحيون إن الثورة الرقمية التي طرأت على المسرح زعزعت الكثير من أفكار ونظريات «أبو الفنون»، ولكنها تظل مجرد محاولات تجريبية لخلق أنماط مسرحية ما زالت تتلمس الطريق، كما أنها لم تقص الفنانين عن فكرة المسرح البسيط، لتظل الهيمنة لصالح الحكاية والممثل.

وذكر فنانون مسرحيون، على هامش مشاركتهم في فعاليات مهرجان مسرح الفرجان الذي أطلقته ناشئة الشارقة، أن المسرح عموماً يحتاج إلى إعادة صياغة وإدخال أساليب جديدة ومبتكرة على عروضه لإعادة بناء الثقة بين الخشبة والجمهور. وأكدوا أن النزول بالعروض إلى الفرجان يحفز الجمهور على المتابعة والاهتمام بمختلف أنواع الفنون المسرحية.

سينوغرافيا بالليزر


أكد المشرف الفني على برنامج «مسرح الفرجان» عدنان سلوم أن ناشئة الشارقة استعانوا في عروضهم المسرحية بتقنيات رقمية منها الشاشات التلفزيونية وسينوغرافيا الليزر، إلا أن المسرح ينتصر في النهاية للإبداع الإنساني ممثلاً في الحكاية وأداء الممثلين.


وتابع: «الثورة الرقمية زعزعت الكثير من الأفكار والنظريات المسرحية، وأزالت الحدود بين الأجناس الأدبية، إلا أن الحديث عنها في المسرح الآن عبارة عن محاولات تجريبية».

أداء تفاعلي

وضرب عدنان سلوم مثالاً بتجربة مسرح الفرجان الذي يزور مناطق الشارقة، معتمداً على عربة متنقلة تروي الحكاية بأبسط الطرق وأسهلها، ما يشبه فكرة المسرح في العصور الوسطى. وأضاف أن كل هذه التقنيات نعيش زخمها يومياً إلا أنها في النهاية لم تقصِ المسرحيين عن فكرة المسرح البسيط، ففي الفريج والحديقة يصعب الاستعانة بالأجهزة، ولا بد من الاعتماد على الأداء التلقائي.

مسرح الشارع

وعن إطلاق عروض المسرح في الفرجان والحدائق والشوارع، أشار المشرف الفني على برنامج «مسرح الفرجان» إلى أنه لا مسرح من دون جمهور ولن يكون هناك جمهور من دون مسرح قادر على تغذية الناس بمشاهد عميقة تحترم عقولهم وترتقي بذائقتهم الفنية.

وذكر أنه يجب تدريب حواس الجمهور على تذوق هذا اللون الفني (مسرح الفرجان)، وأن يستشعروا الرغبة في الخروج من المنازل والذهاب إلى المسرح.

عروض رقمية

يحظى المسرح الرقمي بأنصار ومؤيدين، منهم الممثل المسرحي المشارك في عروض «الفرجان» نبيل العامري الذي يفضل استخدام التقنيات الرقمية في العروض، مبيناً أن المسرح بحاجة إلى إعادة صياغة عبر إدخال أساليب جديدة ومبتكرة على عروضه، ما يسهم في إعادة بناء الثقة بين الخشبة والجمهور.

تحفيز الجمهور

بينما يرى الممثل يوسف محمد صالح أن النزول بالعروض المسرحية إلى الشوارع يحفز الجمهور على المتابعة والاهتمام بمختلف أطياف المسرح، ولا سيما أن ولادة المسرح كانت في الشارع، لذلك كان لا بد من العودة إلى الحياة العامة، لأن «أبو الفنون» تأسس على مخاطبة الناس مباشرة ووجهاً لوجه، ولن يتمكن التليفزيون أو السينما من منافسته في هذا الجانب.

إعادة تأهيل

في المقابل، ركزت فلسفة الممثل عبدالله محمد صالح على دور العروض في استكشاف تحديات النفس الإنسانية من الداخل، لإيجاد حلول وإجابات شافية لما يشغل بال الإنسان المعاصر، ومهما اختلفت الأدوات والوسائل التقنية تظل رسالة العرض هي الأجدر بالأهمية.

ولا يمانع صالح في إعادة تأهيل الممثل المسرحي وإدخال تقنيات حديثة على أدائه مثل فنون السيرك والحركة وتوظيف التقنيات ثلاثية الأبعاد لإنتاج نص مؤثر وجاذب للجمهور.