2019-02-04
تباينت آراء مشاركين على هامش أعمال اليوم الثاني لـ «المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية» في أبوظبي أمس، حول أحقية رجال الدين في الخوض بالسياسة ضمن شروط محددة، أو فصل الخطاب الديني عن السياسي، في وقت اختلطت فيه الأدوار، وبات بعض من يدعون أنهم رجال دين يستغلون منابرهم لزرع الفتنة، بتحريض من أهل السياسة.
وأجمعوا على أن جماعات سياسية استغلت الدين لترويج أفكار هدامة، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن هؤلاء ابتعدوا عن جوهر الديانات الداعية إلى السلام والمحبة.
وربطوا بين الخطاب المتطرف التحريضي لهؤلاء الجماعات وما يدعى بالربيع العربي وأسفر عن سقوط آلاف الضحايا، لافتين إلى أن هناك من يستغلون البسطاء باسم الدين لتحقيق أغراض سياسية ويدعون أنهم علماء دين.
وأوضح المشاركون أن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بمن يسمون أنفسهم علماء دين من المسلمين والمسيحيين واليهود وظيفتهم الأساسية التحريض على العنف ومهاجمة كل من يختلف معهم في الرأي أو التوجه، وبث الفتاوى دون سند، تشجيعاً على الكراهية وإن وصلت إلى حدّ القتل. وأرجعوا شيوع الكراهية بين الأطراف المتنازعة إلى التفسير الخاطئ وتأويل التوارة والإنجيل والقرآن وتحريفها بما لا يتناسب مع دعوة جميع الأديان الهادفة إلى التعايش السلمي.
الخير لا الأيديولوجيا
وأكد رئيس الأساقفة الكاثوليكي في الهند فيليكس ماتشادو، أن خوض رجال الدين بالأحزاب السياسية سيؤدي إلى تحيزهم نحو أحد الأحزاب، أي أنه استثنى بقية الأحزاب، ولذلك لا يجب علينا كرجال دين بالكنيسة الكاثوليكية التدخل بالأحزاب السياسية، لكننا نضطر إلى التدخل بالشأن السياسي أثناء الأزمات التي تتعلق بعامة الناس وحاجاتهم كالحروب والفقر والكوارث.
من جهته، يعتقد الأب نبيل حداد من المركز الديني لبحوث التعايش الديني الأردني أن رجال الدين لا يجب عليهم الاشتغال بالسياسة، فالكتاب المقدس يقول «أعطوا ما لقيصر، لقيصر، وما لله، لله» ولكنه لم ينادي بإبعاد الله عن القيصر، ولم يقل إن رجال الدين عليهم نسيان واجبهم بأن يكونوا صوت ضمير المجتمع، السياسة والسياسيون غايتهم خدمة الخير العام، أما رجال الدين فعليهم أن يذكروا ويعلموا بضرورة عمل الجميع من أجل الخير العام وعليهم أن يساندوا صناع القرار والمجتمعات والأفراد كي يرقوا لمستوى تتفق فيه حالتهم وسلوكهم ومبادراتهم لتحقيق هذا الخير العام.
ويضيف: «هناك فرق بين أن يكون المنبر الديني منبراً يدعو للخير، ويذكر الناس بمنظومة القيم الخيرة والفضائل والمُثُل التي تدعو إليها الأديان، وبين تحول رجل الدين إلى ناطق بالأيديولوجيا من خلال منبر الدين، ففي كل مرة نخضع الدين لخدمة السياسة والأجندات السياسية، نحول هذا الدين إلى أيديولوجيا».
خطاب سياسي بشروط
وقال رئيس مؤسسة تبادل وتعاون الحضارات بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد بشار عرفات: «حديث رجل الدين بالسياسة يجب أن يكون مبنياً على أسس علمية مدروسة في نظم السياسات العالمية والدولية، إذا أراد الحديث بالسياسة، خصوصاً أن السياسة تختلف من مكان لآخر ويسودها نوع من الحزبية، كما أن الدين لا يمكن اختزاله بحزب سياسي ما».
ورأى أنه من الأفضل تخصصية كل من رجال الدين والسياسيين كلٌ في شأنه وما تعلمه، فالسياسة اليوم أصبحت علماً قائماً بذاته وتدرس باعتبارها علوماً سياسية، معتقداً «أن على رجال الدين التدرب على أسلوب خطاب التعاون والتحابب والتآخي العالمي وليس الخطاب الحزبي الجزئي المنعزل، لو أرادوا الخوض في السياسة، نظراً إلى حساسية الوقت الذي نعيش فيه، محلياً ودولياً».
ويؤكد نائب مفتي إدارة الشؤون الإسلامية والإفتاء بجمهورية الشيشان توركو داووفدوف: «كلما أبعدنا الدين عن السياسة، تمكنا من الحفاظ على نزاهة الدين، سواء كان إسلامية أو مسيحية أو يهودية».
وأضاف «رجال الدين يلعبون دوراً كبيراً في تقريب وجهات نظر الديانات الأخرى خصوصاً بسيادة تقنيات العولمة، فكل شيء أصبح متشابكاً ولا يمكن لرجل الدين أن يعزل نفسه عن المجتمع، وكلنا نؤمن بالدول الوطنية التي تعطي الحقوق لكافة أصحاب الديانات».
السياسة والدين .. هدف واحد
وذكر المفتي في جمهورية كونغو الديمقراطية الشيخ علي مويني: «إن السياسة تمشي مع الدين، والدين يمشي مع السياسة، فالسياسيون إذا انحرفوا عن الطريق، لا بد من رجال الدين تقويمهم، ولهذا لا بد أن يتكلم رجال الدين عن السياسة لمصلحة الأمة في صورة معينة لتحقيق رسالة الأمة بالسلام بغض النظر عن نشاط السياسيين بأحزاب متفرقة، فإن كان نشاط رجال الدين يميل للوحدة بعيداً عن الحزبية، أرى أن ذلك يصب بمصلحة الشعب والأمة ولا أحد من السياسيين ينادي بالإرهاب والقتل وما يخالف الإنسانية وكذلك الدين يساعد السياسيين على انتهاج سياسة تحكم الرعية وشؤونها».
ويقول أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر دكتور عبدالمنعم فؤاد «في الإسلام لا فرق بين السياسة والدين، والبعض يظن أن السياسة بعيدة عن الدين، والقضية ليست كذلك، فالسياسة أخلاقيات وقيم، وهذه الأخلاقيات هي الدين، لكن التخصص السياسي يرجع لأصحاب السياسة».
من جهته، أكد الحاخام الفرنسي موشي سيباغ، على أسس التربية والتنشئة باحترام وقبول الديانات الأخرى، واستغلال التنوع الديني لمصلحة تحقيق التكافؤ والتكامل بين الشعوب، الأمر الذي يعد مفتاحاً أساسياً لمواجهة التطرف والإرهاب.
ويعتقد «أننا بحاجة لفهم الديانات وتغيير طرق أفكارنا وتوجهاتنا الفكرية، خصوصاً أن كل من السياسة والدين يرسيان معاني السلام، وأن ما نواجهه من مشاكل تطرف وإرهاب يعود لسبب واحد فقط هو عدم قبول الآخر».
استغلال البسطاء
وقال رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية رئيس الاتحاد العالمي للكنائس الإنجليلية اللوثرية المطران الدكتور منيب يونان، إن «رواد الجماعات المتطرفة يأولون النصوص المقدسة لتحقيق مصالح سياسية»، لافتاً إلى «أن تلك الجماعات لا تكتفي ببث السموم لاتباعها وأنصارها بل إلى كافة أفراد المجتمعات عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف «أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو خطاب ديني منفتح يتقبل الآخر واختلافاته ويتعايش معها ويصحح الصورة الخاطئة». وختم حديثه قائلاً «إن الحوار والتربية هما السبيلان للتصدي والوقوف بوجه استغلال جماعات التدين السياسي للبسطاء إضافة إلى تكاتف العلماء الحقيقيين للأديان الذين لا يحملون أي أجندات سواء المواطنة وحب الأوطان».
متاجرة بلسان الدين
وأرجعت رئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وعميدة كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين، الدكتورة نهلة الصعيدي، حالة التحريض والعنف التي تعيشها بعض المناطق إلى استغلال النص السماوي لتحقيق أهداف سياسية، والفهم الخاطئ لتلك النصوص.
وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالمحرضين من كافة الأديان ويحمل راية التحريض أشخاص يسمون أنفسهم رجال دين، لكنهم سياسيون يبتغون تحقيق مآرب محددة من وراء بث الفتنة والكراهية.
من جانبه، رأى عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، الدكتور محمد السنوسي أن كراهية كثير من الناس للأديان ومعتقدات الغير أدى إلى ما نراه ونشاهده ونسمع عنه من تبادل للإساءة، مشدداً على دور العقلاء من علماء الأديان في لم الشمل.
التكيف مع الاختلاف
لفت الحاخام الرئيسي في بولندا مايكل سشودريش إلى أن «التعدد والاختلاف من سنن البشرية، ولا بد للمتعقلين من كافة الديانات أن يوضحوا للعامة أن يتكيفوا مع هذا الاختلاف، ويتوافقوا مع التعدد، وإلا فإن النتيجة ستقود حتماً نحو الصراع والتناحر والدمار، واختفاء الأمن المجتمعي».
من ناحيته، أكد المطران قيس صادق الوكيل البطريقي الانطاكي، في المجمع الأنطاكي المقدس، أن بعضاً من جماعات الإسلام السياسي استغلت تعلق الناس بحب الأديان وراحت ثبث سموم الكراهية والتحريض في نفوسهم، مشيراً إلى سماحة الإسلام والمسحية واليهودية التي يعرفها الجميع، حيث توصي بالوصايا ذاتها في جوهرها بعدم الأذية مهما صغرت.
وأجمعوا على أن جماعات سياسية استغلت الدين لترويج أفكار هدامة، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن هؤلاء ابتعدوا عن جوهر الديانات الداعية إلى السلام والمحبة.
وربطوا بين الخطاب المتطرف التحريضي لهؤلاء الجماعات وما يدعى بالربيع العربي وأسفر عن سقوط آلاف الضحايا، لافتين إلى أن هناك من يستغلون البسطاء باسم الدين لتحقيق أغراض سياسية ويدعون أنهم علماء دين.
وأوضح المشاركون أن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بمن يسمون أنفسهم علماء دين من المسلمين والمسيحيين واليهود وظيفتهم الأساسية التحريض على العنف ومهاجمة كل من يختلف معهم في الرأي أو التوجه، وبث الفتاوى دون سند، تشجيعاً على الكراهية وإن وصلت إلى حدّ القتل. وأرجعوا شيوع الكراهية بين الأطراف المتنازعة إلى التفسير الخاطئ وتأويل التوارة والإنجيل والقرآن وتحريفها بما لا يتناسب مع دعوة جميع الأديان الهادفة إلى التعايش السلمي.
الخير لا الأيديولوجيا
وأكد رئيس الأساقفة الكاثوليكي في الهند فيليكس ماتشادو، أن خوض رجال الدين بالأحزاب السياسية سيؤدي إلى تحيزهم نحو أحد الأحزاب، أي أنه استثنى بقية الأحزاب، ولذلك لا يجب علينا كرجال دين بالكنيسة الكاثوليكية التدخل بالأحزاب السياسية، لكننا نضطر إلى التدخل بالشأن السياسي أثناء الأزمات التي تتعلق بعامة الناس وحاجاتهم كالحروب والفقر والكوارث.
من جهته، يعتقد الأب نبيل حداد من المركز الديني لبحوث التعايش الديني الأردني أن رجال الدين لا يجب عليهم الاشتغال بالسياسة، فالكتاب المقدس يقول «أعطوا ما لقيصر، لقيصر، وما لله، لله» ولكنه لم ينادي بإبعاد الله عن القيصر، ولم يقل إن رجال الدين عليهم نسيان واجبهم بأن يكونوا صوت ضمير المجتمع، السياسة والسياسيون غايتهم خدمة الخير العام، أما رجال الدين فعليهم أن يذكروا ويعلموا بضرورة عمل الجميع من أجل الخير العام وعليهم أن يساندوا صناع القرار والمجتمعات والأفراد كي يرقوا لمستوى تتفق فيه حالتهم وسلوكهم ومبادراتهم لتحقيق هذا الخير العام.
ويضيف: «هناك فرق بين أن يكون المنبر الديني منبراً يدعو للخير، ويذكر الناس بمنظومة القيم الخيرة والفضائل والمُثُل التي تدعو إليها الأديان، وبين تحول رجل الدين إلى ناطق بالأيديولوجيا من خلال منبر الدين، ففي كل مرة نخضع الدين لخدمة السياسة والأجندات السياسية، نحول هذا الدين إلى أيديولوجيا».
خطاب سياسي بشروط
وقال رئيس مؤسسة تبادل وتعاون الحضارات بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد بشار عرفات: «حديث رجل الدين بالسياسة يجب أن يكون مبنياً على أسس علمية مدروسة في نظم السياسات العالمية والدولية، إذا أراد الحديث بالسياسة، خصوصاً أن السياسة تختلف من مكان لآخر ويسودها نوع من الحزبية، كما أن الدين لا يمكن اختزاله بحزب سياسي ما».
ورأى أنه من الأفضل تخصصية كل من رجال الدين والسياسيين كلٌ في شأنه وما تعلمه، فالسياسة اليوم أصبحت علماً قائماً بذاته وتدرس باعتبارها علوماً سياسية، معتقداً «أن على رجال الدين التدرب على أسلوب خطاب التعاون والتحابب والتآخي العالمي وليس الخطاب الحزبي الجزئي المنعزل، لو أرادوا الخوض في السياسة، نظراً إلى حساسية الوقت الذي نعيش فيه، محلياً ودولياً».
ويؤكد نائب مفتي إدارة الشؤون الإسلامية والإفتاء بجمهورية الشيشان توركو داووفدوف: «كلما أبعدنا الدين عن السياسة، تمكنا من الحفاظ على نزاهة الدين، سواء كان إسلامية أو مسيحية أو يهودية».
وأضاف «رجال الدين يلعبون دوراً كبيراً في تقريب وجهات نظر الديانات الأخرى خصوصاً بسيادة تقنيات العولمة، فكل شيء أصبح متشابكاً ولا يمكن لرجل الدين أن يعزل نفسه عن المجتمع، وكلنا نؤمن بالدول الوطنية التي تعطي الحقوق لكافة أصحاب الديانات».
السياسة والدين .. هدف واحد
وذكر المفتي في جمهورية كونغو الديمقراطية الشيخ علي مويني: «إن السياسة تمشي مع الدين، والدين يمشي مع السياسة، فالسياسيون إذا انحرفوا عن الطريق، لا بد من رجال الدين تقويمهم، ولهذا لا بد أن يتكلم رجال الدين عن السياسة لمصلحة الأمة في صورة معينة لتحقيق رسالة الأمة بالسلام بغض النظر عن نشاط السياسيين بأحزاب متفرقة، فإن كان نشاط رجال الدين يميل للوحدة بعيداً عن الحزبية، أرى أن ذلك يصب بمصلحة الشعب والأمة ولا أحد من السياسيين ينادي بالإرهاب والقتل وما يخالف الإنسانية وكذلك الدين يساعد السياسيين على انتهاج سياسة تحكم الرعية وشؤونها».
ويقول أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر دكتور عبدالمنعم فؤاد «في الإسلام لا فرق بين السياسة والدين، والبعض يظن أن السياسة بعيدة عن الدين، والقضية ليست كذلك، فالسياسة أخلاقيات وقيم، وهذه الأخلاقيات هي الدين، لكن التخصص السياسي يرجع لأصحاب السياسة».
من جهته، أكد الحاخام الفرنسي موشي سيباغ، على أسس التربية والتنشئة باحترام وقبول الديانات الأخرى، واستغلال التنوع الديني لمصلحة تحقيق التكافؤ والتكامل بين الشعوب، الأمر الذي يعد مفتاحاً أساسياً لمواجهة التطرف والإرهاب.
ويعتقد «أننا بحاجة لفهم الديانات وتغيير طرق أفكارنا وتوجهاتنا الفكرية، خصوصاً أن كل من السياسة والدين يرسيان معاني السلام، وأن ما نواجهه من مشاكل تطرف وإرهاب يعود لسبب واحد فقط هو عدم قبول الآخر».
استغلال البسطاء
وقال رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية رئيس الاتحاد العالمي للكنائس الإنجليلية اللوثرية المطران الدكتور منيب يونان، إن «رواد الجماعات المتطرفة يأولون النصوص المقدسة لتحقيق مصالح سياسية»، لافتاً إلى «أن تلك الجماعات لا تكتفي ببث السموم لاتباعها وأنصارها بل إلى كافة أفراد المجتمعات عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف «أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو خطاب ديني منفتح يتقبل الآخر واختلافاته ويتعايش معها ويصحح الصورة الخاطئة». وختم حديثه قائلاً «إن الحوار والتربية هما السبيلان للتصدي والوقوف بوجه استغلال جماعات التدين السياسي للبسطاء إضافة إلى تكاتف العلماء الحقيقيين للأديان الذين لا يحملون أي أجندات سواء المواطنة وحب الأوطان».
متاجرة بلسان الدين
وأرجعت رئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وعميدة كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين، الدكتورة نهلة الصعيدي، حالة التحريض والعنف التي تعيشها بعض المناطق إلى استغلال النص السماوي لتحقيق أهداف سياسية، والفهم الخاطئ لتلك النصوص.
وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالمحرضين من كافة الأديان ويحمل راية التحريض أشخاص يسمون أنفسهم رجال دين، لكنهم سياسيون يبتغون تحقيق مآرب محددة من وراء بث الفتنة والكراهية.
من جانبه، رأى عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، الدكتور محمد السنوسي أن كراهية كثير من الناس للأديان ومعتقدات الغير أدى إلى ما نراه ونشاهده ونسمع عنه من تبادل للإساءة، مشدداً على دور العقلاء من علماء الأديان في لم الشمل.
التكيف مع الاختلاف
لفت الحاخام الرئيسي في بولندا مايكل سشودريش إلى أن «التعدد والاختلاف من سنن البشرية، ولا بد للمتعقلين من كافة الديانات أن يوضحوا للعامة أن يتكيفوا مع هذا الاختلاف، ويتوافقوا مع التعدد، وإلا فإن النتيجة ستقود حتماً نحو الصراع والتناحر والدمار، واختفاء الأمن المجتمعي».
من ناحيته، أكد المطران قيس صادق الوكيل البطريقي الانطاكي، في المجمع الأنطاكي المقدس، أن بعضاً من جماعات الإسلام السياسي استغلت تعلق الناس بحب الأديان وراحت ثبث سموم الكراهية والتحريض في نفوسهم، مشيراً إلى سماحة الإسلام والمسحية واليهودية التي يعرفها الجميع، حيث توصي بالوصايا ذاتها في جوهرها بعدم الأذية مهما صغرت.