أطلقت سلطة دبي أول هيئة حكومية بالعالم لتنظيم الأصول الافتراضية في عالم الميتاڤيرس، فما هو هذا العالم؟ وكيف سيُغير حياتنا؟
مَن شاهد فيلم الخيال العلمي أفتار عام 2009، وكيف أن الإنسان يدخل في عالم افتراضي بشخصية (أفتارية) ليقوم بممارسة حياة طبيعية، يجري ويضرب، يضحك ويبكي ويحس ويشم بكامل أحاسيسه سوف يستوعب أن الميتاڤيرس يحمل نفس الفكرة.
لقد تم استخدام هذه الكلمة والتي تعني «ما وراء العالم» عام 1992، في رواية الخيال العلمي «تحطم الثلج»، بينما يُستخدم المصطلح حالياً لوصف عالم افتراضي يعيش البشر داخله باستخدام السماعات والقفازات وأدوات الواقع الافتراضي، حيث بدأت كبرى الشركات مثل «أبل» و«فيسبوك» و«غوغل»و«سامسونغ» في تطوير الأجهزة الذكية (القابلة للارتداء)، لدعم التواصل في داخل هذه العوالم الرقمية، والتي سوف يتعامل فيها البشر مع بعضهم البعض في غضون ست إلى ثمان سنوات مقبلة.
من المفروض أن يكون تدريس لغات البرمجة مثل بايثون إجبارياً من المرحلة الابتدائية
في عالم «الميتافيرس» لن يضطر البشر للذهاب إلى متاجر الملابس لتجربة الثياب، أو شراء منتجات البقالة، وكل ما سيكون عليهم فعله هو ارتداء نظارة وسماعة رأس وقفاز الواقع الافتراضي وتجربة الملابس أمام مرآة رقمية تعرف قياساتهم، وتحسس الخامات من خلال القفاز والتي ستمكن الأشخاص من لمس المنتجات والشعور ببرودة وسخونة المنتجات مثل الطعام، وأيضاً سيتمكن الأشخاص من شم رائحة الزهور والعطور التي يضعونها في عربة التسوق الإلكترونية ثم شراء المنتج بنقرة واحدة، وبإمكان الأشخاص في عالم «الميتافيرس» التواصل مع موظفي خدمة العملاء للشركات بصورتهم على هيئة «أفتار»، حيث سيكون لكل شخص شخصية رقمية ولكن رسمية، كذلك بإمكان موظفي خدمة العملاء في هذه الصورة شرح كافة المعلومات للعملاء وهم جالسون في منازلهم، عبر تقنيات الواقع الافتراضي.
يتوقع الخبراء أن يأخذ التطور الوظيفي شكلاً جديداً ومختلفاً في عالم «الميتافيرس»، فعلى سبيل المثال سيحظى الموظف أثناء عمله بخصائص الاجتماع والتدريب في مكتب افتراضي، وبالرغم من أن هذه التقنية موجودة بطرق عديدة في الوقت الحاضر، لكنها ستأخذ شكلاً جديداً في عالم «الميتافيرس» من أجل تواصل الفريق وهم في دول ومناطق مختلفة، حيث سيصبح بإمكان أي شخص السفر عبر هذا العالم، وعيش تجربة مماثلة للواقع الذي يريد باستخدام أدوات الواقع الرقمي.
هي دنيا جديدة سوف تلقي وظائف ورخصاً تجارية و إجارات مبانٍ كثيرة ولكنها سوف تخلق وظائف و عقارات افتراضية جديدة، فأين جامعاتنا ومدارسنا من هذا العالم الجديد؟
من المفروض أن يكون تدريس لغات البرمجة مثل بايثون إجبارياً من المرحلة الابتدائية فهي مفتاح المستقبل.