الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

الرئيس التنفيذي المريض.. والأصّح!

يسود الاعتقاد بين الناس أن الأشخاص الأذكياء والمبدعين في مجالات تخصصاتهم المختلفة، كانوا مميزين في طفولتهم بالضرورة، إلا أن ذلك ليس صحيحاً دائماً، فالكثير من الدراسات العلمية تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا عباقرة بسبب إصرارهم على تطوير مهاراتهم، والأمثلة على ذلك كثيرة.

شخصيات شهيرة طالما أشير إليها بالبنان مثل داروين، و أديسون، تمكنوا من التغلب على الظروف المحيطة بهم وتطوير مواهبهم إلى جانب الاستفادة من الدعم الكبير الذي قدم إليهم من قبل فرق عمل ساهمت لسنوات طويلة في تحقيق إنجازات غيرت مجرى التاريخ.

إدراك هذه الحقيقة قد يخفف كثيراً من التحديات التي يواجهها الكثير هذه الأيام، وخصوصاً أولئك القادة الذين تقع على عاتقهم قضايا تشمل المفاوضات التجارية والمناقشات الدبلوماسية والمشكلات الناتجة عن الصراعات السياسية، إلى جانب التعامل مع فترات الانتكاسات، بما يساعدهم على تحمل النقد والتعامل مع الهجوم دون أن يفقدوا تقديرهم لذواتهم.

لكن كيف يمكن أن يتحقق ذلك وخاصة في عالم الشركات؟

الخوف من الإذلال هو من أكثر المشاعر بدائية وقهرية، فهو يدفعنا لإخفاء أخطائنا وعيوبنا

كثير من القادة يواجهون إشكالية عدم فهم حقيقة العبقرية، والتي في رأيهم تعني أن المرء ليس بحاجة إلى بذل جهد للتعليم والتغيير كونه مبدع بالفطرة، هذه الأمر يدفع الأشخاص في هذه المناصب للتعامل مع نواقصهم بأسلوب محاولة إخفاء العيوب، إلقاء اللوم على الآخرين، أو تكليف أشخاص ممن هم أقل كفاءة وحكمة بمسؤوليات كبيرة، ما يحميهم من الشعور بالإذلال أمام فرق العمل.

الخوف من الإذلال هو من أكثر المشاعر بدائية وقهرية، فهو يدفعنا لإخفاء أخطائنا وعيوبنا، والبقاء في منطقة الراحة التي تشعرنا بالأمان ونحن محاطون بما نعرفه لسنوات، ما يجنبنا فكرة خوض تجارب قد تكون مؤلمة وغير مضمونة العواقب. يطلق على هذه الأمر اسم «مرض الرئيس التنفيذي»، حيث يواصل هذا النوع من القادة تكرار نفس الإجراءات لفترات طويلة، خوفاً من الفشل أو بسبب الفخر بعبقريته وذكائه.

إن بناء ثقافة منفتحة تشجع الجرأة والعمل الجماعي، وتؤكد على قيم أساسية مثل النمو والتغيير واختيار أشخاص ممن يملكون عقلية نمو لقيادة الفرق الرئيسية، هي خطوات في وصفة قيادية تحتاج للكثير من الثقة والاستمرارية في تطبيق هذه الحلول، ومع تغير مناخ العمل في هذا العصر، بات لا بديل عن الابتكار الذي يستدعي بالضرورة، أن يكون القائد مستعداً لإعادة النظر في أساليبه، والتعلم المستمر والاستماع إلى الأشخاص في فرق عملهم مهما كانت مستوياتهم.