من قال إن هناك مشكلة إذا كنت من المتابعين لكل ما يجول في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي؟
ليست هناك مشكلة حتى وأنت تستشعر مدى لذتك الذاتية وأنت تواصل البحث عن الشائعات، وتقفز من حكاية إلى أخرى، تكيل اللعنات لذاك لأنه استطاع أن يصنع شهرة، وتتشمت في الآخر لأن زوجته فضحته!
كنت أتابع برنامجاً ظهرت فيه الدكتورة لميس جابر، عضوة مجلس النواب المصري كضيفة في البرنامج، الأحاديث كانت متشعبة وملهمة جداً، وتوقفت أمام ما قالته عن انحسار الثقافة: "لا تخف من الجاهل ولكن عليك أن تخاف من نصف الجاهل، نصف المثقف، ذاك الذي يتوسد وسائل التواصل الاجتماعي، ولا ينفك من التواجد في الفيسبوك، ويوزع الشائعات، ويبحث عن نصف المعلومة وينشرها دون التأكد من حقيقتها".
راق لي ما قالته جابر، لقد تعايشت مع عدد من الزملاء في إحدى الدول العربية، جاء ذلك أثناء دراستي لأحد الكورسات، كانوا مغرمين بنشر أدق تفاصيل حياتهم على الفيسبوك، ومغرمين أكثر في متابعة حيوات الآخرين بشكل لافت، ولكن لحظة ألم أقل في بداية المقال إنني لست ضد المهووسين بوسائل التواصل الاجتماعي، نعم.. لا يمكنني أن أقول غير ذلك، علينا أن نحترم خيارات الآخرين مهما بدت ومهما وصل بها الحال.
في مقابل ذلك الشغف المحموم عليك ألّا تكتفي بهذه الدائرة، أن تخرج منها لحياة أكثر اتساعاً، أن تقرأ، أعرف أنك مللت مني وأنا أعيد في معظم مقالاتي عن أهمية الكتاب، الغريب أنني كنت أواجهه العديد من المتابعين والقراء، وكانت معظم تساؤلاتهم: كيف لنا أن نحب القراءة؟ وكنت أجيب على تساؤلاتهم: اختر كتاباً مليئاً بالمعلومات، هذا سيجعلك تشعر أنك تحقق نجاحاً في كسب المعلومات، ابحث دائماً عن مصادر الأخبار لا تتوقف عن فعل ذلك، دع ذهنك حاضراً على الدوام، ولا تكن نصف مثقف!