الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

الهلال يا «أهلي»

يا «أهلي» في مصر، ويا «أهلي» في نداء للنادي الأهلي بطل مصر وأفريقيا ووجهها الأكثر احترافية، وممثلها الذي يتوهج على كبرياء التاريخ وسيطرة الحاضر وثقة الغد، وصاحب الشعبية الجارفة التي لا يضاهيه فيها كيان كروي آخر في العالم «داخل دولته» فالأهلي يقف خلفه 50 مليون أهلاوي حينما يلعب محلياً، و100 مليون مصري في مشاركاته الخارجية، فهل هناك من يضاهيه في ذلك؟
يا «أهلي» في مصر، ويا «أهلي» الذي يخوض تحدياً من العيار الثقيل أمام الهلال السعودي الذي أراه الأفضل في اللحظة الراهنة في آسيا وأفريقيا معاً، عليكم أن تخوضوا هذه المواجهة بأعلى درجات الاحترام للهلال لكي نحقق الفوز للكرة المصرية، فقد عانينا كثيراً من «التعالي» الذي لا مبرر له على الكرة السعودية، فدفعنا ثمناً باهظاً في كأس القارات التي شهدت فوز المنتخب السعودي على منتخب مصر بنتيجة ثقيلة قوامها 5-1 في نسخة 1999، وعاد السعوديون وانتصروا 2-1 على مصر في مونديال روسيا 2018، كما حقق اتحاد جدة الفوز على الأهلي في مونديال الأندية بهدف نور عام 2005.

الدوري السعودي أقوى من نظيره المصري، والسعودية «أمة كرة قدم» حقيقية، حيث القاعدة الجماهيرية، وقاعدة المواهب، والإعلام القوي، وفي المقابل لدينا في مصر شغف جماهيري وإعلامي ومواهب لا شبيه لها، إلا في أمريكا اللاتينية.

تاريخياً شاركنا في كأس العالم قبل 88 عاماً، ونحن أسياد القارة الأفريقية بـ7 ألقاب، ولدينا 16 لقباً في دوري أبطال القارة حققها الأهلي والزمالك والإسماعيلي والأقرب لنا أندية تونس بفارق 10 بطولات لممثلي الكرة المصرية، ولدينا قائمة الفخر التي أخذت الكرة المصرية للعالمية وعلى رأسهم صلاح اللاعب الأفضل في العالم، ومن قبله ميدو، وزيدان، والمحمدي، وتريزيجيه، وغيرهم ممن أخذونا للعالمية.
وعلى الرغم من كل ذلك لم نتمكن من إظهار تفوقنا رسمياً على الكرة السعودية، وها هي الفرصة سانحة للنادي الأهلي لتحقيق الفوز على الهلال «الكبير»، وأنا على ثقة من أن ملايين العرب الذين يترقبون قمة السبت في مونديال الأندية المقام حالياً في أبوظبي أكثر من ترقبهم لنهائي تشيلسي وبالميراس، سوف يستمتعون بمواجهة لها خصوصيتها.
المحبة المتأصلة بيننا، والتاريخ والمصير الواحد الذي يعيش في قلب وعقل القيادات والشعوب، لا علاقة له بلحظات عابرة من الزهو والفخر، حينما يحقق المصري انتصاراً كروياً على شقيقه السعودي، ولا علاقة له بالطموح الهلالي المشروع لانتزاع «ثالث العالم» من «أهلي مصر»، والأهم من ذلك ألا نجعل هذه المحبة تهتز في غمار مناوشات كروية شبابية مصرية سعودية عبر منصات التواصل الاجتماعي، فالحالة مثيرة وجميلة وتستحق أن نعيشها ونترقبها بحب واحترام.