جوزيه مورينيو الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ59، وسط جدل ممتد حول نهاية أسطورته، ليس مجرد مدرب يملك كاريزما لم يسبقه إليها أحد في عالم المدربين، وليس مجرد عقل تكتيكي اقتنص 25 بطولة من بينها بطولات دوري كبرى بأوروبا، وثنائية دوري الأبطال، بل هو صانع ومحرك المحتوى الإعلامي الكروي الأكثر إثارة وتأثيراً على المستوى العالمي منذ 2004.
مورينيو صانع العناوين، وبائع الصحف الأول في معقل الصحافة الإنجليزية الأكثر تأثيراً في العالم، وهو الذي جعل للبريمييرليغ حضوراً عالمياً أكثر عمقاً مقارنة بفترات ما قبل توليه تدريب تشيلسي في فترته الأولى عام 2004، وصاحب الفضل على الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، الذي أصبح نجماً لمجرد أن اسمه اقترن بمورينيو، ويحق لي أن أذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حينما أقول إنه ساهم في رفع شعبية فيرجسون وفينجر.
ولا أخفيكم سراً أن مورينيو هو الذي أعاد للدوري الإيطالي «جنة كرة القدم» بريقه في فترات قيادته لإنتر ميلان والفوز بالثلاثية التاريخية، والأكثر من ذلك أن المدرب البرتغالي بصم على تعزيز شعبية الريال العريق، وساهم في نجومية بيب جوارديولا، وجعل كلاسيكو الأرض أكثر إثارة وتأثيراً في فترات قيادته الدفة الملكية، حينما كان يحاول الوقوف في وجه الاكتساح الكروي الكتالوني.
في مثل هذا الوقت من العام المقبل سوف يحتفل هذا العقل الكروي المثير للجدل بعيد ميلاده الـ60، وهو الذي سبق له التأكيد في أكثر من مناسبة أن الـ60 عمر مثالي للاعتزال، والتفرغ للحياة الخاصة، والابتعاد عن الضغوط، قالها وهو يدرك جيداً أنه لن يستمتع بالحياة دون ضغوط، ولن يرى لها قيمة بعيداً عن الأضواء والنجومية وإثارة الجدل.
في رحلته التي اعتلى خلالها عرش النجومية التدريبية على المستوى العالمي، نجح مورينيو في صناعة «قائمة عبقرية من الأعداء المؤثرين»، سواء من الجماهير المنافسة للأندية التي تولى تدريبها، وكذلك على المستوى الإعلامي، وفي علاقاته مع كثير من النجوم و اللاعبين، ما يجعل فترات أفوله وتراجعه في الوقت الراهن موضع سعادة للملايين ممن راهنوا كثيراً على أنه ظاهرة مؤقتة.
إذا فعلها مورينيو واعتزل العام المقبل، أو اختفى من المشهد الكروي في ظل التراجع الذي أصابه منذ نهايات مهمته مع اليونايتد، مروراً بتوتنهام، وصولاً لمحطة روما، فلن ينال منه هذا التراجع أو ذلك الاعتزال، فهو الفصل المثير والجميل في كتاب التاريخ الكروي، وهو الذي منح الإعلام الكروي العالمي رئة تنفس بها 15 عاماً، ويكفي أنه جعل الملايين من الأعداء قبل المحبين يعيشون إثارة كروية حقيقية، بطلها اسمه «سبيشل ون».
محمد حامد – كاتب مصري