تأثر الكاتب الشهير فرانس كافكا بشدة لرؤية طفلة تبكي بعد أن فقدت دُميتها، فقد رق قلبه لها وحاول البحث معها دون جدوى، ثم عادا أدراجهما بكل ثقل، يحملان فوق كاهليهما خيبة الأمل، بعد محاولاتهما التي باءت بالفشل، وهنا قرّر كافكا أن يكتب رسالة خطية على لسان الدّمية وأن يرسلها إلى تلك الطفلة فكتب لها: «هكذا ابتسمت الصغيرة ابتسامة كبيرة»، وبعد ذلك توالت الرسائل بينهما التي تحكي فيها دميتها عن كل ما وعدتها به من وصف دقيق لمغامراتها الشائقة، واستمرت الحال هكذا إلى أن جاء يوم ما أهداها فيه (كافكا) لعبة جديدة تختلف تماماً في كل شيء عن تلك التي ضاعت منها قديماً، ولكنه وضع في طيتها رسالة أيضاً مكتوباً فيها: «كبرت الفتاة وهي مقتنعة ومؤمنة جداً بما قرأته ولهذا بقيت محتفظة بدميتها الجديدة، على أنها دميتها القديمة نفسها المتغيرة بسبب الأسفار، حتى اكتشفت الرسالة الأخيرة مخبأة في معصم اللعبة وقد كتبت هذه الجملة بعناية وحكمة.
الأشياء التي نُحبّها معرّضة للفقدان في أي وقت لكن الحب سيعود دوماً بشكل مختلف
توفي (بدرجيخ سميتانا) الموسيقار التشيكي العظيم، منذ 137 عاماً وفقاً لحساب 2021 في التقويم، ولد في العصر الرومانسي الزهري، ومات بسبب مرض الزّهري، كان طفلاً موهوباً لا يفقه مصير حياته البائسة، حتى إنه قدم أول أداء وعرض له في عمر السادسة، بعدها بات رائداً في تطوير أسلوب موسيقي جديد نابع من قلبه، وأيضاً في توثيق الصلة بين إحياء الثقافة وتطلعات شعبه، ومع ذلك فشل في تأسيس حياته المهنية، كمعلم أو مشرف أو مدرب للتربية الفنية، وهكذا سافر إلى السويد بعد تحمله ما لا يطاق، وهناك بدأ في كتابة أعمال أوركسترالية واسعة النطاق، ولكنه ما لبث أن عاد إلى موطنه، ليصبح ملك الأوبرا التشيكية، بل وأهم ملحن للموسيقى الرومانسية والكلاسيكية. تزوج (بدرجيخ سميتانا) مرتين وأنجب 6 بنات، ولم يدرك حينها كم وكيف كانت الآهات، فقد توفي ثلاث منهن في سن الطفولة، ليعلن بعدها انحساره وانكساره وأفوله، الأمر الذي عجّل بمرضه حتى فقد سمعه تماماً، ولكن هذا لم يُفقده مهارته- خبرةً وإلماماً- حيث لا تزال موسيقاه- إلى الآن- تلقى استحساناً واهتماماً.