أتابع أخبار ليفربول والقصة المكررة المملة، للجدل الدائر حول تجديد عقد النجم الكبير محمد صلاح بالراتب الضخم الذي يطلبه، والمفاوضات الطويلة بين مدير أعمال صلاح وإدارة ليفربول، لمساومة صلاح وتخفيض الراتب وإجباره على التوقيع بزيادة طفيفة.
صلاح حالياً هو أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي بلا منازع، وواحد من أفضل وأهم اللاعبين في العالم، وهو أفضل لاعبي الفريق والهداف الأول لليفربول منذ قدومه عام 2017، وفاز بلقب هداف الدوري مرتين وجاء ثانياً مرة واحدة، ويتصدر قائمة الهدافين وصناع اللعب هذا الموسم بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وصلاح أسهم بقوة في كل انتصارات ليفربول، ومنها لقب الدوري الغائب منذ عقود ولقب دوري أبطال أوروبا مرة واحدة والمركز الثاني مرة أخرى.
وقد أصبح النجم المصري أسطورة حية للنادي من كثرة الأرقام القياسية التي حطمها على مستوى النادي والكرة الإنجليزية، والكثير من الجماهير تأتي إلى ملعب أنفيلد رود لمتابعته والاستمتاع بأهدافه، وهذا يحدث أيضاً في المباريات المذاعة تلفزيونياً، ويضيف عشرات الملايين من مشجعي النادي الإنجليزي في جميع أنحاء العالم.
وبالإضافة لهذا وذاك، فهناك المكاسب الاقتصادية الهائلة التي يجنيها ليفربول في جميع أنحاء العالم، من بيع القمصان الخاصة بصلاح والرعاة الذين يأتون للنادي وهم سعداء بوجود نجم عالمي كبير في قيمة صلاح، والزيادة في المتابعة من الجماهير والمشجعين لمواقع ليفربول وحساباته على السوشيال ميديا، لجذبه مئات الملايين من العرب والمسلمين وغيرهم من جميع أنحاء العالم، كلها عوامل تحقق لليفربول أرباحاً هائلة ربما بمئات الملايين، فلماذا المراوغة وتمديد مفاوضات التجديد واللعب بأوراق ضغط عليه كل يوم؟
آخر أوراق الضغط، التفاوض مع جارود بوين مهاجم ويستهام، الذي سجل 5 أهداف في 26 مباراة له هذا الموسم، وهو لاعب لا يصح مقارنته بصلاح، الذي سجل هذا الموسم حتى الآن 22 هدفاً في 24 مباراة، ومن ذلك إشاعة أخبار عن اتصالات مع مبابي نجم باريس سان جيرمان وبعض النجوم الآخرين، ومع تطويل فترة التفاوض بلا داعٍ وصلاح يقدم أفضل المستويات منذ قدومه لليفربول، ربما يأمل بعض الأغبياء إصابته أو تراجع مستواه أو فقدان ثقته بنفسه، حتى يتخلى عن شروطه.
ومن ذلك احتفاء بعض الصحف بتصريحات صفراء، مثل تلك التي جاءت من الأيرلندي كاسكارينو المثير للجدل، الذي يحذر صلاح من مصير نجوم تراجعوا وانهار مستواهم بعد مضاعفة رواتبهم، مثل هازارد وأليكسس سانشيز ومسعود أوزيل، ويطالب ليفربول بعدم الاستجابة لشروط صلاح، ونسأل كاسكارينو الذي فضح نفسه في كتاب عن سيرته الذاتية عن إدمانه المراهنات والقمار والمنشطات وأشياء أخرى، ما الذي يربط صلاح بهازارد وسانشيز وأوزيل، ولماذا لا تقارنه بميسي وكريستيانو ودي بروين ؟!
نجوم وأساطير كبار أشادوا بصلاح وطالبوا بضرورة التجديد له بأي شروط يطلبها ومنهم دالجليش وإيان راش وبارنز وكاراجر وتوريس وغيرهم، ويكفي صلاح تطوير أرقامه المتواصل كل أسبوع والذي وصل إلى تسجيل 110 أهادف في 163 مباراة في البريمييرليغ، ويكفيه وصف الهداف الإنجليزي الشهير، آلان شيرار، هدفه في مرمى مانشستر سيتي بأنه من أجمل الأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي، وهو هدف وصفه كلوب مدرب الفريق بأنه هدف ستتذكره الجماهير خلال الـ60 سنة القادمة!
أشعر بالموقف المخجل من إدارة ليفربول وأقترح عليهم أن يغلقوا باب التفاوض الأشبه بحرب الأعصاب، وأن يكفوا عن عملية الضغط على صلاح حتى لا يؤثروا على إبداعه وتألقه، ومن يدري فربما كان المستقبل يحمل لصلاح مفاجأة من الطراز الثقيل، تعوضه عن كل هذه المفاوضات المملة والمساومات الرخيصة.