تناسى الجميع ما حدث لمنتخبنا الوطني في البطولة الأخيرة، وانشغلنا بالمنافسات المحلية، على أمل أن تتطور الأمور في أسرع وقت ممكن، رغم أن الأبيض سيخوض تحدياً هاماً في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم بعد أقل من شهر تقريباً، في الوقت الذي هدم فيه اتحاد كرة القدم كافة المكتسبات الأخيرة بقرار المشاركة بالفريق الأول في البطولة العربية.
كنت أتمنى أن نتطرق إلى سبب المشكلة الحقيقية لمنتخباتنا، وهي الأندية وما تقوم به من عمل عشوائي لا علاقة له بالاحتراف لا من بعيد ولا عن قريب، في الوقت الذي تم رمي مسؤولية منتخباتنا الوطنية على الاتحاد والذي يتحمل أيضاً جزءاً من المسؤولية، لكن دائماً ما يعمل المنتخب بناء على مخرجات الأندية، وبما أن الدوري ضعيف ومستوى اللاعبين أقل من ضعيف، فبكل تأكيد لن يكون لديك منتخب قوي.
لن يصلح حال كرة القدم لدينا، إذ واصلت الأندية العمل بذات الطريقة الحالية، لأنها تؤثر أولاً على اللاعبين الصغار وتنشئهم بشكل هش للغاية، ودائماً ما تجعلهم يفضلون المشاركة مع الفرق على منتخباتنا الوطنية، وهناك العديد من النماذج والتفاصيل التي حدثت في وقت لاحق، وللأسف كان يشترك فيها بعض الأعضاء السابقين.
للأسف، لا تستطيع وسائل الإعلام لدينا فتح ملف الأندية، ولا الحديث عن المشاكل المتواجدة والتي تقف أمام تقدم اللعبة لدينا، لأنها قوية ولديها أساليبها التي تمكنها من حرمان الوسيلة الإعلامية أو الصحافي من دخول النادي ومنعه مستقبلاً، وهو أمر لطالما ما كان يحدث، لذلك تجد الانتقادات توجه فقط صوب الاتحاد، لأنه الحيطة القصيرة.
من الصعب أن نتحدث عن تطوير اللعبة، في ظل عدم وجود حلول متوفرة، أقصد أن الأندية تقف أمام أي حل ممكن، حتى وإن فكر الاتحاد في ابتعاث اللاعبين إلى الخارج، ستجد النادي الفلاني يرفض ذلك بحكم أنه بحاجة إليه في مسابقات المراحل السنية.
لذلك سنظل ندور في حلقة من الفشل، ونخرج بالعديد من الأسباب والحلول من وقت إلى آخر، لكن لا يمكننا تطبيق أي شيء على أرض الواقع، لأن كل جهة تعمل على حدة، والتفكير فقط في الجانب الخاص وليس العام.