مع عودة النشاط الكروي المحلي بالأمس، بانطلاق مباريات دور الثمانية لكأس رابطة المحترفين، وكذلك بعدها في الأسبوع المقبل بدأ دور الـ16، لكأس صاحب السمو رئيس الدولة، ثم العودة لاستئناف دوري أدنوك للمحترفين، تكون المنظومة المحلية للأنشطة، قد عادت إلى الانتظام بعد توقف طويل، ولم نتعرف رغم ذلك على طبيعة التعامل مع الحل الناجع لأزمة الخسارة الدرامية القاسية بالخمسة للمنتخب الأبيض أمام نظيره القطري، في كأس الفيفا للعرب، التي ربما تكون مغادرتها خيراً من الاستمرار فيها بعد تعاظم لوغاريتمات التحكيم الغريبة في الدور قبل النهائي في مباراتي مصر مع تونس، وقطر مع الجزائر.
وكلي ثقة أن اتحاد الكرة، سيغلق قريباً صفحة هذه الأزمة الطارئة، حتى يتفرغ للإعداد لمواجهات المنتخب الحاسمة في المرحلة القادمة في غضون بضعة أسابيع.
وأتمنى أن يكون التعاون والترابط بين اتحاد الكرة ورابطة المحترفين، في أوج تفاعله حالياً، للخروج من هذه الأزمة، خاصة أن الأندية هي المكون والعنصر الأساسي في إمكانية تطوير الكرة الإماراتية وخروجها من عنق الزجاجة، بعد تكرار إخفاق المنتخب قارياً ومونديالياً في السنوات الأخيرة.
ولأن الحل يبدأ من الأندية المنخرطة بشكل مباشر في بطولتي دوري أدنوك للمحترفين وكأس الرابطة، اللتين تديرهما رابطة المحترفين، فإنه ربما يكون من الأنسب أن نعرف أن هناك أزمة أخرى تبدو تحت السطح، ولم تنل قسطاً من الاهتمام الجماهيري والإعلامي، وهي تراجع مستوى وتصنيف الدوري الإماراتي آسيوياً، حيث استمر متراجعاً للمركز الرابع لموسم 2022، وواصل التقهقر في تصنيف موسم 2023، ليضعه الاتحاد الآسيوي في المركز الخامس بعد كل من السعودية وإيران وقطر وأوزبكستان، وأعتقد أن هذا أسوأ تصنيف للكرة الإماراتية منذ بدء دوري أبطال آسيا للأندية المحترفة في العقد الأخير.
وأهمية هذا التصنيف ليست معنوية وترتبط بالسمعة و«البرستيج»، بل ترتبط بتحديد حصة عدد الأندية المشاركة من كل بلد في دوري أبطال آسيا، ومع استمرار الهبوط للمركز الرابع في عام 2022، فإن حصة المشاركة في دوري الأبطال، تقلصت لتصبح ناديين يشاركان في مرحلة المجموعات، وناديين آخرين يشاركان في التصفيات التمهيدية، وهو نفس ما حدث في عام 2021، وعلى أثره شارك الشارقة وشباب أهلي دبي في مرحلة المجموعات، بينما شارك العين والوحدة في الدور التمهيدي، حيث خرج العين بعد مباراة واحدة لهزيمته بالأربعة أمام فولاد الإيراني، وصعد الوحدة للمجموعات بفوزه على الزوراء العراقي.
وتراجع التصنيف للمركز الخامس والذي سينطبق في عام 2023، لن يمنح لأندية الإمارات سوى 3 مقاعد متاحة، منها مقعد واحد مباشر في مرحلة المجموعات، ومقعدان في الدور التمهيدي، الذي يحسم من مباراة واحدة.
وبالنسبة لي أستغرب تجاهل مسؤولي الرابطة، للتعليق على لائحة تصنيف الاتحاد الآسيوي لعام 2023، التي صدرت الأسبوع الماضي والتي تضمنت تراجع التصنيف الإماراتي للمركز الخامس في غرب آسيا، هذا الموضوع ينبغي أن يخضع لنقاش كروي كبير بين الرابطة والاتحاد والأندية وكل مسؤولي الكرة الإماراتية، لأنه يعكس بوضوح، تراجع مستوى مشاركات ونتائج الأندية الإماراتية في السنوات الأربع الأخيرة، التي يتم إعداد التصنيف بناءً عليها، وإذا كان ما ينطبق على الأندية، ينعكس بشكل مباشر على المنتخب، فإن الأمر يستحق تركيز الاهتمام عليه، لبحث أسباب التراجع وكيفية التصدي لها، وكيفية استعادة التصنيف الأول أو الثاني، وبالتالي أنتظر الإعلان عن تنسيق لخطط تعاون مركز بين الاتحاد والرابطة لوضع النقاط على الحروف، والخروج من عنق الزجاجة ومرحلة الأزمة، حتى تستعيد الكرة الإماراتية رونقها ووجهها الناصع ونرى المنتخب الأبيض في نهائيات المونديال بعد أكثر من 3 عقود من الغياب.