يؤكد خبيرا الأعصاب بيوبيرج ووالدمان أهمية تغذية العقل بشكل سليم، ويقولان: «إن كلمة سلبية واحدة يمكن أن تؤدي إلى زيادة النشاط في اللوزة (مركز الخوف في الدماغ)، وهذا يؤدي إلى إطلاق العشرات من الهرمونات والنواقل العصبية المسببة للتوتر، والتي بدورها تعطل عمل أدمغتنا، خاصة في ما يتعلق بالمنطق والعقل واللغة. الكلمات الغاضبة ترسل رسائل إنذار عبر الدماغ، وتغلق جزئياً مراكز المنطق والتفكير الموجودة في الفصوص الأمامية».
وخلال العقود الماضية، لعبت الكلمات السلبية دوراً كبيراً في تعطيل المنطق وأدت إلى اتخاذ قرارات متسرعة بسبب خسارة مباراة أو الخروج من بطولة ما، وكان الغضب حينذاك سيد الموقف وليس الحكمة، لذلك صدرت قرارات غير نافعة لأن مراكز المنطق والتفكير في أدمغتنا كانت معطلة كلياً أو جزئياً.
نتحمل نحن في الإعلام الرياضي الجزء الأكبر من المسؤولية، لأننا أنتجنا كل أنواع المفردات السلبية المدمرة، وهذا الإنتاج وحده كان كافياً لتعطيل أفضل الأدمغة في المؤسسات الرياضية.
على الوسط الرياضي الذي يستعد لخمسين سنة عمل مقبلة ألَّا يتخذ أي قرار تحت نوبة غضب أو خسارة، وعلى الجمعيات العمومية الرياضية أن تميل إلى الاستقرار بدلاً من التركيز على التغيير الفوضوي.
الكرة الإماراتية في حاجة إلى استقرار فني وإداري مع تطوير نوعي وجذري في قاعدة اللعبة، لذلك، ليس من المستحسن إعادة إنتاج أخطاء الماضي الخاصة باتخاذ قرارات تحت فورة الغضب.
ربما الإشادة بجهود العاملين في قطاع الكرة الإماراتية في هذا التوقيت يُعّد تغريداً خارج السرب، لكن الإشادة ضرورية، لأنه لا يحق لأي طرف نسف هذه الجهود وإنكارها مهما كانت الأسباب.
في المرحلة المقبلة، نحتاج إلى إبقاء مراكز المنطق والتفكير «شغالة» لكيلا نتخذ قرارات عشوائية تعيدنا خطوات إلى الوراء.
أكرر وأعيد، لقد جرّبت الكرة الإماراتية فوضى التغيير وذاقت مرارتها خلال العقود الماضية، وعليها الآن تجريب الاستقرار مع صياغة خطط مثمرة واعتماد آليات تنفيذ دقيقة.