قبل مشاركة المنتخب الوطني ببطولة كأس العرب تساءلنا عن الهدف من تلك المشاركة في مثل هذا التوقيت، وهل الهدف منها المنافسة على اللقب أم بهدف ترميم صفوف المنتخب للمباريات المتبقية من تصفيات المونديال، أم أنها ستكون فرصة لمنح الأسماء الجديدة الفرصة لخوض مباريات رسمية قوية، وعلى الرغم من أن الأسئلة تلك ظلت معلقة وما زالت ولم يكشف اتحاد الكرة عن الهدف الرئيسي من المشاركة، جاءت محصلة كأس العرب كارثية على الأبيض، الذي شارك في بطولة رسمية دون أن يعرف الهدف من المشاركة، ولم يكن مفاجئاً أن تكون محصلتها صادمة بل كارثية على كرة الإمارات، فإلى جانب معاناة المنتخب الذي شارف على وداع الحلم المونديالي، تلقى صدمة جديدة من شأنها أن تدخله في أزمة جديدة في مثل هذا التوقيت الصعب والحرج.
القائمة التي تم اختيارها لتمثيل المنتخب الوطني للمشاركة في كأس العرب، كشفت عن غياب الرؤية وانعدام الخطط والأهداف، بدليل عدم وجود أي إضافة على القائمة الاعتيادية، إلا في حدود ضيقة جداً، وباستثناء علي صالح لم يشارك أي عنصر من لاعبي الأولمبي أو الشباب في المباريات الأربع، ما يعني أن فكرة تدعيم صفوف المنتخب بدماء جديدة للمرحلة الحاسمة من التصفيات لم تكن من ضمن حسابات المدير الفني للمنتخب، الأمر الذي كان بمثابة الصدمة بالنسبة للشارع الكروي، الذي توقع أن تكون المشاركة العربية فرصة مثالية لترميم وتدعيم صفوف المنتخب بعدد من عناصر الشابة والواعدة، بينما اعتمد الجهاز الفني على لاعبين على أبواب الاعتزال وكانوا سبباً في الخروج القاسي للأبيض، والخسارة التاريخية والخروج المحزن الذي يتحمل مسؤوليته اتحاد الكرة، الذي لم يعرف لماذا أرسل المنتخب لكأس العرب، وما هو الهدف من المشاركة في بطولة عادت منها جميع المنتخبات العربية بفوائد لا تحصى، بينما كانت محصلة الأبيض كارثية وأزمة جديدة تعترض مسيرتها التي أصبحت مرتبطة بالأزمات.
كلمة أخيرة
بعض المفارقات لا يمكن إيجاد تفسير واضح لها حتى إن كان مضمونها ومخرجاتها واضحة، فهل من المنطق أن يكون لاتحاد الكرة استراتيجية تمتد حتى 2038، ولا يعرف الهدف من المشاركة في كأس العرب.