2021-12-08
الشعوب العربية غير مؤهلة لممارسة الديمقراطية. الانتخابات الحرة في غالبية الأقطار العربية تفوز بها الجماعات الدينية. نظام الحكم «الأبوي» الأفضل للدول العربية، لأن الحاكم وحده هو الذي يعرف مصلحة الشعب. كثيراً ما أصادف مثل هذه الأقاويل التي يتم ترديدها، وكأنها باتت بديهيات في مجتمعاتنا العربية. في السنوات الأخيرة للأسف انتقلت مثل هذه الأقاويل من دوائر العامة، إلى دوائر من يطلقون على أنفسهم «النخبة». الأدهى أن هؤلاء «النخبة» يستميتون في إثبات أن الشعوب العربية «أُمية» سياسياً. هنا نعود إلى السؤال «القديم الجديد» هل الديمقراطية تُمنح أم تُكتسب؟
قبل نحو عامين شاهدت عمل سينمائي غربي يتحدث عن كيفية إكساب طلبة الجامعات أليات الممارسة السياسية السليمة، باعتبارهم قادة الأحزاب والقوى السياسية في الغد. الفيلم (لا أتذكر اسمه) تدور أحداثه حول تنظيم إحدى الجامعات معسكراً صيفياً للطلاب، لتعليمهم كيفية ممارسة العملية السياسية، سواء من خلال إعداد البرامج الانتخابية، أو كيفية عرض هذه البرامج، والأفكار، أو عملية الاختيار أثناء الاقتراع. ما يعني ممارسة الطلاب الأليات الحقيقية للديمقراطية. من بين الطلاب كان هناك توأماً، انخرطت والدتهم للتو في تجهيز حملتها الانتخابية للترشح في مجلس النواب عن مدينتها. خلال انشغالها بالإعداد للمعترك الانتخابي هاتفها أحد مسؤولي الشرطة ليبلغها أن معسكر الطلاب تعرض لاعتداء مسلح من قبل أحد الأشخاص «المتطرفين». الاعتداء المسلح أوقع عشرات القتلى والجرحى ومن بينهم ابنيها؛ أحدهم قتل في الاعتداء، والأخر تم العثور عليه بعد رحلة مضنية بين الحياة والموت في أحد المستشفيات، وخاض رحلة علاج امتدت لشهور حتى بدأ يتماثل للشفاء. خلال تلك المدة أبدت الأم رغبة في التنازل عن الترشح، غير أن أبنها المصاب رفض تماماً وأصر على استكمال السباق حتى خط النهاية، وما كان من الأم إلى الرضوخ لرغبة نجلها. الأم نظمت مؤتمراتها الانتخابية عبر الفيديو من المستشفى، وشارك نجلها في إعداد، وأحيانا إلقاء خطبها الدعائية على أنصار والدته. وبالفعل تمكنت والدته من اكتساح الانتخابات، والفوز بمقعد لمدينتها في المجلس النيابي.
الرسالة الأبرز لهذا العمل السينمائي، أنه لابد من إكساب المؤهلين للعملية الديمقراطية أليات تمكنهم من الممارسة الصحيحة لحقوقهم السياسية. من المعروف في الأنظمة الديمقراطية أن المدارس، والجامعات، والأحزاب، مدارس رئيسة لإكساب الشباب أليات الممارسة الصحيحة للديمقراطية.
قبل وصم الشعوب العربية بالأمية السياسية، عليك أن تسأل نفسك هل لدينا حواضن لتأهيل الشباب سياسياً. من الخطأ حصر الديمقراطية في المنافسة على المناصب السياسية. الديمقراطية في معناها الأشمل حائط الصد أمام محاولات اختطاف عقول قادة المستقبل.
قبل نحو عامين شاهدت عمل سينمائي غربي يتحدث عن كيفية إكساب طلبة الجامعات أليات الممارسة السياسية السليمة، باعتبارهم قادة الأحزاب والقوى السياسية في الغد. الفيلم (لا أتذكر اسمه) تدور أحداثه حول تنظيم إحدى الجامعات معسكراً صيفياً للطلاب، لتعليمهم كيفية ممارسة العملية السياسية، سواء من خلال إعداد البرامج الانتخابية، أو كيفية عرض هذه البرامج، والأفكار، أو عملية الاختيار أثناء الاقتراع. ما يعني ممارسة الطلاب الأليات الحقيقية للديمقراطية. من بين الطلاب كان هناك توأماً، انخرطت والدتهم للتو في تجهيز حملتها الانتخابية للترشح في مجلس النواب عن مدينتها. خلال انشغالها بالإعداد للمعترك الانتخابي هاتفها أحد مسؤولي الشرطة ليبلغها أن معسكر الطلاب تعرض لاعتداء مسلح من قبل أحد الأشخاص «المتطرفين». الاعتداء المسلح أوقع عشرات القتلى والجرحى ومن بينهم ابنيها؛ أحدهم قتل في الاعتداء، والأخر تم العثور عليه بعد رحلة مضنية بين الحياة والموت في أحد المستشفيات، وخاض رحلة علاج امتدت لشهور حتى بدأ يتماثل للشفاء. خلال تلك المدة أبدت الأم رغبة في التنازل عن الترشح، غير أن أبنها المصاب رفض تماماً وأصر على استكمال السباق حتى خط النهاية، وما كان من الأم إلى الرضوخ لرغبة نجلها. الأم نظمت مؤتمراتها الانتخابية عبر الفيديو من المستشفى، وشارك نجلها في إعداد، وأحيانا إلقاء خطبها الدعائية على أنصار والدته. وبالفعل تمكنت والدته من اكتساح الانتخابات، والفوز بمقعد لمدينتها في المجلس النيابي.
الرسالة الأبرز لهذا العمل السينمائي، أنه لابد من إكساب المؤهلين للعملية الديمقراطية أليات تمكنهم من الممارسة الصحيحة لحقوقهم السياسية. من المعروف في الأنظمة الديمقراطية أن المدارس، والجامعات، والأحزاب، مدارس رئيسة لإكساب الشباب أليات الممارسة الصحيحة للديمقراطية.
قبل وصم الشعوب العربية بالأمية السياسية، عليك أن تسأل نفسك هل لدينا حواضن لتأهيل الشباب سياسياً. من الخطأ حصر الديمقراطية في المنافسة على المناصب السياسية. الديمقراطية في معناها الأشمل حائط الصد أمام محاولات اختطاف عقول قادة المستقبل.