هناك جوانب متعددة في منشورات وسائل التواصل الافتراضي، بعضها يحمل رسائل محفزة وأخرى مُحبِطة، وهناك رسائل سطحية لا يعرف كُتابها ماذا يريدون وفي أي طريق يمضون.
مواقع الأندية الإماراتية الرياضية بدأت تعمل على غرس الروح في اللاعبين والجمهور من خلال استخدام الصور المُحفِّزة والكلمات المشجعة، لكن هذا المنتج يقابله إنتاج معاكس يدعو لليأس والتقليل من فرص النجاح، ويطفئ الأنوار أمام من يريد مواصلة الرحلة بأمان.
لم يكن النقد الرياضي عائقاً أمام التطور، بل يشكل أحد أبرز وسائل التشخيص والمعالجة، فالنقد المبني على الأصول لا يغرس اليأس، وإنما يُعبَّد الطرق الوعرة ويردم الفجوات والحفر، ويوفر عدسة فعالة لرؤية العيوب ومن ثم إيجاد الحلول. الحقيقة، إن النقد الرياضي في هذه الأيام تنازل عن معاييره وشروطه، فَفَقد أهم عوامل قوته، وتحول بيد مستخدمي وسائل الإعلام الحديث إلى فلسفة تنتج الضجر والتشكيك وتزيد مساحة اليأس في عقول الجمهور والرياضيين، خاصة لاعبي كرة القدم.
في كرة القدم، يمر اللاعبون بعض الأحيان بحالات لا تسر الخاطر، يفقدون خلالها حاسة الإبداع والبراعة ويرتكبون أخطاءً لأسباب متعددة، وهذا الأمر يحدث لأشهر نجوم اللعبة في العالم، وفي هذه الحال، يحتاج النجم إلى مؤازرة ودعم أكثر من أي وقت مضى، فهذه فترة انكسار بالنسبة له.
من المؤسف أن المتربصين في وسائل الإعلام الحديث والتقليدي يجتهدون من أجل تدمير اللاعب الذي يتراجع مستواه، ويحاولون تحطيم معنوياته بكل السبل، لأنهم يريدون تأكيد قدراتهم وعرض تأثيرهم في الساحة الرياضية.
أمام هذه المشكلة، على مواقع الأندية الرياضية تطوير عملها، وتحسين إنتاجها نوعاً وكماً من أجل التصدي لخطاب اليأس والتحطيم الذي يستخدمه البعض لتدمير معنويات اللاعبين، وهز ثقتهم بأنفسهم، وعلى إدارات الأندية وشركات كرة القدم أن تواجه الخطاب الإعلامي المدمر بمنتج يحمي اللاعبين من الأضرار النفسية، ويجعلهم أكثر قوة، ويساعدهم على النهوض من كبواتهم المؤقتة.