الاثنين - 23 ديسمبر 2024
الاثنين - 23 ديسمبر 2024

كأس العرب والأبيض

تابعت القائمة الأخيرة لمنتخبنا الوطني، والتي أعلن عبرها اتحاد كرة القدم مشاركته في كأس العرب بالفريق الأول وبذات الأسماء التي شاركت في التصفيات الأخيرة المؤهلة إلى كأس العالم 2022، وهو قرار لم نكن نتوقعه، لا سيما أن معظم الاتحادات الوطنية أعلنت مشاركتها بالفريق الرديف أو الأولمبي.

مع كامل الاحترام والتقدير، لا أعتقد أن كأس العرب بطولة هامة مثل كأس آسيا أو تصفيات كأس العالم، لذلك كنت أتمنى أن يتواجد لدينا منتخب رديف أو ما يعرف بـ «ب» مثلما كان لدينا في السابق، وأن يتواجد في البطولة، وذلك بهدف منح الاحتكاك للاعبين الذين لا يحصلون على فرصتهم مع المنتخب الأول، ومن أجل ضمان الاستمرارية على أقل تقدير.

لأنه من المؤسف حقاً، أن تملك لاعبين يبلغون 26 عاماً في قائمة الأبيض، وليس لديهم عدد كافٍ من المباريات الدولية، أعتقد أن علي سالمين هو الوحيد تقريباً الذي خاض ما يقارب من 30 مباراة دولية، في الوقت الذي ما زلنا نعتمد فيه على لاعبين تتجاوز أعمارهم الـ30 عاماً، وكأن اللعبة ستقف وتنتهي بدونهم.

طالما تحدثت عن منح الفرصة لأجيال جديدة في المنتخب الأول، لأن الفريق الحالي لن يقدم أفضل من الذي فعله في السابق، أو بمعنى آخر فلن يتمكنوا من تحقيق تطلعات الشارع الرياضي التي فشلوا في تحقيقها عندما كانوا في أفضل حالاتهم، لذلك بدلاً من الاعتماد على جيل محدد طيلة عقد كامل تقريباً، نريد أن نرى أسماء جديدة ومنحها الفرصة لأن المستقبل مظلم تماماً بالنسبة للعبة.

الإعلان عن مشاركة المنتخب الأول في البطولة، يعني أن اتحاد كرة القدم يدخلها بهدف تحقيقها، لأن بقية المنتخبات تشارك بالرديف أو الأولمبي وبعضهم لم يضم اللاعبين المحترفين في الخارج، مما يعني أننا الوحيدون تقريباً الذين سنشارك بالصف الأول، بالنسبة للمنتخبات المتواجدة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى المونديال.

كنا نقول سابقاً إن مشكلة مجالس الإدارات في كرة القدم لدينا والرياضة بشكل عام، أنها تركز على تحقيق أهداف آنية فقط، وهو ما أضر بالمستقبل كثيراً، وجعلنا نعاني عاماً بعد الآخر، لأن كل القرارات التي نشاهدها لا علاقة لها بالمستقبل، بل لتحقيق أهداف سريعة تحسب لمجلس الإدارة.

وعلى اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات، تحمل الانتقادات والهجوم الذي سيأتي للمنتخب الأول في حال عدم تحقيقه للبطولة والمنافسة، وأتمنى ألّا ينعكس ذلك سلباً في بقية التصفيات المونديالية، لأن الأجدر كان منح الفرصة للاعبين الصاعدين وللأسماء التي يمكن أن يستفيد منها الأبيض مستقبلاً، وحتى المنتخب الأولمبي المقبل على تحديات هامة مثل أولمبياد باريس.