فردة الشراب الضائعة.. هل هو محض صدفة أم ظاهرة ميتافيزيقية تثير الرعب كونها تحدث في كل البيوت وعلى مدى كل العصور!
عن فردة الشراب الضائعة أتحدث، والتي حيرت أذهان الملايين واجتهد جميعهم في البحث عن إجابة منطقية لضياعها واختفائها فلم يجدوا.
دعك من الحجة الوحيدة التي تبدو منطقية وهي أن الغسالة ابتلعتها، فأي غسالة هذه التي تشعر بما يغيظنا ويثير حنقنا حتى تفعله؟! ثم ما هذا الابتلاع الانتقائي للغسيل، حيث تبتلع فردة وتبقي فردة كي تزيد حسرتك على أختها؟!
بهذا المنطق في التفكير عليَّ أن أتوقع فاصلاً من التوتر والضغط العصبي يخص هذه الغسالة الملعونة، وربما دعاني الأمر لأخصص لها قصة ضمن سلسلة مسارات الرعب!!
لا أظن الأمر كذلك، ولكي نحدد أصل المشكلة علينا أن نتفق على 4 حقائق، هي:
أولاً، لا يوجد على وجه البسيطة من ينكر حقيقة اختفاء فردة شراب دون الأخرى.
ثانياً، انهيار نظرية انتقاء الغسالة لغسيل دون غيره وإلا فعلينا أن نطلق على الغسالة اسماً بشرياً وليكن (أم السعد) ونتوقع منها أن تباغتنا يوماً ما بخروجها من البيت أو مداهمتها لغرف النوم!!
ثالثاً، التسليم بحقيقة أن الظاهرة (ميتافيزيقية) وتدخل ضمن الماورائيات وليست ظاهرة عادية.
رابعاً، الفرضية الأكثر خطورة أن ما يحدث ليس وراءه إلا شيء واحد، وهو ما يسمى بـ(عفريت الشرابات)!
لم لا نسير في فرضية كهذه؟! فعالم الجان مليء بفكرة الإثارة والغموض، وعلى مدى تاريخه منذ بدء الخليقة فهو يسعى دائماً لاختراق الحد الفاصل بيننا وبينهم، وربما تحركه هذه الرغبة نحو البحث عن معاكسات ومضايقات ولو كانت بسيطة.
ربما كان عفريت الشرابات من النوع المسالم الضعيف الذي لا يقوى إلا على مناوشات في هذا المستوى، وقد يكون في الأصل مغرماً بالشرابات الرجالي خاصة بعد غسيلها وتكويرها وتهيئتها لوضعها في الدرج.
وفي هذه المنطقة الحرجة ما بين مرحلة (تكوير) الشراب على يد ست البيت وما بين وضعه في الدرج يتجلى هذا المارد المتواضع الطريف، وما بين طرفة عين وانتباهتها يفعل فعلته.
يستغل مارد الشرابات انشغال (الست) بمشاهدة لقطة في التلفزيون أو ردها على رسالة (واتساب) ثم يباغت بالهجوم بعد وضعه في الدرج، ولو كان الدرج مدعماً بكاميرات المراقبة لشوهدت تلك العملية المرعبة بتفاصيلها، وتكون النتيجة أن الزوج يفتح الدرج صباحاً ليجد فردة واحدة من شراباته تغني (سولو) حزيناً على ضياع أختها.
فكن على حذر مما يسمى (عفريت الشرابات)... وتوقع ظهور أنواع أخرى تعبث بما هو أغلى وأهم... ونتمنى ألا تسفر هذه العوالم عن ظهور ما يسمى (عفريت المرتب)!!!