2021-09-01
يبقى الخلافُ سنة كونية وطبيعة بشرية ما لم يُفسِد للود قضية، حتى تصل حدّته إلى منعطفاتٍ خطرة ومنحدراتٍ مدمّرة، حيث يتبارى الخصوم بإيعازٍ من أطراف أخرى في تسعير شرارة الانتقام، والذي يقضي على آخر بارقة أمل في ترميم القلوب وتهدئة النفوس، فتتلاشى العلاقات الإنسانية كأنها لم تكن ولا يبقى منها إلا رماد الذكريات.
وبقراءة متأنية لإحصائيات الطلاق في مجتمعاتنا العربية، تلحظُ أن عدداً معتبراً من الدول العربية شهد ارتفاعاً محسوساً لنسب الطلاق خاصة في فترة انتشار فيروس كورونا، والحال ليست بأفضل من ذلك في باقي دول المنطقة. فما أكثر من يؤجّجون النزاعات من كلّ حدبٍ وصوب، ولكنّهم عند «حيّ على الصُّلح» قليلون، فمستوى الوعي المجتمعي، والنضج العائلي الأسري، وفاعلية القيم والأخلاق يُقاس بحكمة وعقلانية وأدِ الخلاف في مهده بالطرق الوديّة بدل ساحات القضاء. فما تزخر به شرائعنا وقيمنا أضحى غريباً بعد أن بات الخصوم يوجهون أسنة الرماح إلى صدور ذوي رحمهم عند أي خلاف لتعلن الحرب الضروس التي لا صوت يعلو فوق صوتها.
لطالما سارت مراكب أسلافنا بمجاديف التراضي والتقبّل، والتعايش وفق المشترك الإنساني وليس المختلف الفكري والمجتمعي، والبحث عن الحلول دون إضرام لنار الفرقة وتأجيج للخلاف، فقد ارتضوا من الحياة الحظ الوافر بدل اللهث خلف تحقيق الكمال الصعب المنال.
ولا يعي أطراف المنازعات في الخلافات الأسرية والعائلية، أن الكلفة الخفية أشد وطأة وأعلى ضريبة من الكلفة المعلنة، فالكلفة تتجاوز توكيل محامٍ، ونفقاتٍ شهرية، أو حق الرؤية والحضانة، أو تحصيل مؤخر صداقٍ، أو الطعن في الذمة المالية لأخٍ أو قريبٍ في الشراكات التجارية وغيرها، بل ترتفع الكلفة باحتدام النزاع واستعاره، فتسد مسارات الحوار، ويطغى التصارع على التفاهم، فتتآكل معها جذور الروابط العائلية، ويمضي الأطراف ذوو الدم الواحد والرحم المشترك يتخبطون في أزمات طويلة الأمد، مُحمَّلين بندوب التباغض، والرغبة في الانتقام، فيورثونها لأجيال تَشبُّ بنفسيات مشوهة، وسلوكيات عدوانية تجاه أسرهم ومجتمعهم.
أيها المتنازعون، أنصتوا لصوت الحكمة في كلّ مرة تنشب جذوة الخلافات، ولا تجعلوا بوصلتكم صوب ساحات التقاضي إلا بعد استنفاد الحلول الودية؛ ففي المنازعات، يستوي الفائزون والخاسرون بعد أن يصبحوا شركاء في انهيار البنيان العائلي؛ وحينها لن ينفع الندم.
وبقراءة متأنية لإحصائيات الطلاق في مجتمعاتنا العربية، تلحظُ أن عدداً معتبراً من الدول العربية شهد ارتفاعاً محسوساً لنسب الطلاق خاصة في فترة انتشار فيروس كورونا، والحال ليست بأفضل من ذلك في باقي دول المنطقة. فما أكثر من يؤجّجون النزاعات من كلّ حدبٍ وصوب، ولكنّهم عند «حيّ على الصُّلح» قليلون، فمستوى الوعي المجتمعي، والنضج العائلي الأسري، وفاعلية القيم والأخلاق يُقاس بحكمة وعقلانية وأدِ الخلاف في مهده بالطرق الوديّة بدل ساحات القضاء. فما تزخر به شرائعنا وقيمنا أضحى غريباً بعد أن بات الخصوم يوجهون أسنة الرماح إلى صدور ذوي رحمهم عند أي خلاف لتعلن الحرب الضروس التي لا صوت يعلو فوق صوتها.
لطالما سارت مراكب أسلافنا بمجاديف التراضي والتقبّل، والتعايش وفق المشترك الإنساني وليس المختلف الفكري والمجتمعي، والبحث عن الحلول دون إضرام لنار الفرقة وتأجيج للخلاف، فقد ارتضوا من الحياة الحظ الوافر بدل اللهث خلف تحقيق الكمال الصعب المنال.
ولا يعي أطراف المنازعات في الخلافات الأسرية والعائلية، أن الكلفة الخفية أشد وطأة وأعلى ضريبة من الكلفة المعلنة، فالكلفة تتجاوز توكيل محامٍ، ونفقاتٍ شهرية، أو حق الرؤية والحضانة، أو تحصيل مؤخر صداقٍ، أو الطعن في الذمة المالية لأخٍ أو قريبٍ في الشراكات التجارية وغيرها، بل ترتفع الكلفة باحتدام النزاع واستعاره، فتسد مسارات الحوار، ويطغى التصارع على التفاهم، فتتآكل معها جذور الروابط العائلية، ويمضي الأطراف ذوو الدم الواحد والرحم المشترك يتخبطون في أزمات طويلة الأمد، مُحمَّلين بندوب التباغض، والرغبة في الانتقام، فيورثونها لأجيال تَشبُّ بنفسيات مشوهة، وسلوكيات عدوانية تجاه أسرهم ومجتمعهم.
أيها المتنازعون، أنصتوا لصوت الحكمة في كلّ مرة تنشب جذوة الخلافات، ولا تجعلوا بوصلتكم صوب ساحات التقاضي إلا بعد استنفاد الحلول الودية؛ ففي المنازعات، يستوي الفائزون والخاسرون بعد أن يصبحوا شركاء في انهيار البنيان العائلي؛ وحينها لن ينفع الندم.