2021-08-23
ظهرت إحداهن على مواقع التفاصيل لا التواصل وهي تذرف الدموع أنهاراً، وقالت وهي تنتحب: إن أباها دفع 16 ألف جنيه مصري ثمن 4 تذاكر له ولأمها ولأخيها ولها من أجل حضور حفل المطرب عمرو دياب في الساحل الشمالي بمصر، ولكنهم لم يتمكنوا من دخول الحفل، نظراً للزحام الشديد. وأضافت أنهم كانوا مستعدين لدفع 10 آلاف جنيه للتذكرة الواحدة والمهم أن يدخلوا حفل عمرو دياب!
قصة هذه الفتاة ليست مفاجئة بالنسبة لي، فهي تتكرر بأشكال كثيرة وفي عدة مجالات، وهناك آلاف مثلها فرضوا أنفسهم على المشهد كله، والسؤال هنا: كيف يمكن الوصول إلى رأس هذه الفتاة ورأس أبيها وأمها والتحدث معهم في قضايا عامة تتعلق بالوطن والأمة؟
الفيديو الذي بثته تلك الفتاة ليس مقصوداً منه توصيل رسالة حب وإعجاب بعمرو دياب وحسرة على عدم حضور حفله، ولكن الرسالة المقصودة منه: التفاخر والتباهي بالقوة الشرائية والملاءة المالية للأسرة، وأعني هنا تغليف التفاخر بالشكوى، فنحن لا نشكو الغلاء وارتفاع الأسعار، ولكننا نتفاخر بقدرتنا على دفع ثمن أي شيء مهما غلا وهناك سباق محموم بيننا على اقتناء الأغلى، حتى إننا كَسَرْنا القاعدة الاقتصادية المعروفة والتي تقول: كلما زادت الأسعار قلّ الاستهلاك، وصارت القاعدة لدينا: كلما زادت الأسعار زاد الاستهلاك، وصارت زيادة الأسعار نوعاً من الدعاية للسلعة أو الخدمة، ومعنى ذلك أن المستهلك غير الرشيد هو الذي تشرفه الأسعار، كما أن الاستهلاك غير الرشيد شهوة سيطرت وألغت العقل والقلب، والذين تحكمهم بطونهم لا يمكن الوصول إلى رؤوسهم.
إنهم لا يهتمون بقضايا عامة أو فكرية أو عقلية أو سياسية أو ثقافية وعقولهم معطلة تماماً، وهؤلاء عبء على أي مجتمع، وهم يؤمنون بأن الغنى هو الاقتناء، بينما الغنى الحق في الاستغناء، وأنني أستطيع أن أقتني ولكنني لا أريد، والويل لمن غلبت استطاعته إرادته، ولمن غلبت قوته الشرائية قوته العقلية، وأضعف الناس وأغباهم من غلبته بطنه ونفسه وغلبت قوته الشرائية قوته العقلية، وويل للمجتمعات التي تسيطر فيها ثقافة العجول على ثقافة العقول، فعندما تغيب العقول يغيب الشهود العدول!
قصة هذه الفتاة ليست مفاجئة بالنسبة لي، فهي تتكرر بأشكال كثيرة وفي عدة مجالات، وهناك آلاف مثلها فرضوا أنفسهم على المشهد كله، والسؤال هنا: كيف يمكن الوصول إلى رأس هذه الفتاة ورأس أبيها وأمها والتحدث معهم في قضايا عامة تتعلق بالوطن والأمة؟
الفيديو الذي بثته تلك الفتاة ليس مقصوداً منه توصيل رسالة حب وإعجاب بعمرو دياب وحسرة على عدم حضور حفله، ولكن الرسالة المقصودة منه: التفاخر والتباهي بالقوة الشرائية والملاءة المالية للأسرة، وأعني هنا تغليف التفاخر بالشكوى، فنحن لا نشكو الغلاء وارتفاع الأسعار، ولكننا نتفاخر بقدرتنا على دفع ثمن أي شيء مهما غلا وهناك سباق محموم بيننا على اقتناء الأغلى، حتى إننا كَسَرْنا القاعدة الاقتصادية المعروفة والتي تقول: كلما زادت الأسعار قلّ الاستهلاك، وصارت القاعدة لدينا: كلما زادت الأسعار زاد الاستهلاك، وصارت زيادة الأسعار نوعاً من الدعاية للسلعة أو الخدمة، ومعنى ذلك أن المستهلك غير الرشيد هو الذي تشرفه الأسعار، كما أن الاستهلاك غير الرشيد شهوة سيطرت وألغت العقل والقلب، والذين تحكمهم بطونهم لا يمكن الوصول إلى رؤوسهم.
إنهم لا يهتمون بقضايا عامة أو فكرية أو عقلية أو سياسية أو ثقافية وعقولهم معطلة تماماً، وهؤلاء عبء على أي مجتمع، وهم يؤمنون بأن الغنى هو الاقتناء، بينما الغنى الحق في الاستغناء، وأنني أستطيع أن أقتني ولكنني لا أريد، والويل لمن غلبت استطاعته إرادته، ولمن غلبت قوته الشرائية قوته العقلية، وأضعف الناس وأغباهم من غلبته بطنه ونفسه وغلبت قوته الشرائية قوته العقلية، وويل للمجتمعات التي تسيطر فيها ثقافة العجول على ثقافة العقول، فعندما تغيب العقول يغيب الشهود العدول!