2021-08-09
ذات صباح عابر، استلمتُ منه رسالة عبر واتساب، كانت مقطوعة شعرية مسموعة للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش «لا شيء يعجبني».
الأبيات الشعرية يعبر فيها مجموعة من راكبي حافلة عن سخطهم من محيطهم ومن الحياة عامة، يرفضون النزول في المحطة الأخيرة لأن لا شيء يعجبهم. وكان أكثرهم سخطاً هو صوت الشاعر الذي فضّل النزول في المحطة الأخيرة بعد أن تعب من السفر.
تذكرت وأنا أسمع المقطوعة الشعرية أن الصديق الذي أرسلها هو من أكثر الشخصيات التي أعرفها نقداً، وسخطاً، بل وكآبة، وأن المقطوعة جاءت معبرة عن هواه، فأحب نشرها.
لكن لماذا نسقط في الكآبة؟ وكيف؟ ولماذا يستعذب البعض الكآبة ويستمر بشحذها في نفسه؟
في الدراسات النفسية تبدو بعض الشخصيات أكثر هشاشة وحساسية من غيرها، إذ يتبنى العقل مجموعة من الأفكار التي يخضعها للملاحظة والاختبار بصفة مستمرة، ثم يقيّم الأمور بناء على نتائج اختباره لتلك الأفكار، وتكمن المشكلة في نوع الأفكار التي يتبناها المرء وكيفية معالجته لها.
ثمة معالجات براغماتية، ومعالجات نقدية، ومعالجات تقييمية ومعالجات تأملية.. وغيرها من المعالجات المختلفة التي تتباين بين الأفراد استناداً إلى خلفياتهم الاجتماعية والثقافية، وتجاربهم الإنسانية الخاصة، وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أن أصحاب المعالجات النقدية هم الأسرع والأكثر سقوطاً في الكآبة، بينما أصحاب المعالجات البراغماتية هم الأقل عرضة للكآبة، لأن شغلهم الشاغل في تعاملهم مع مختلف مناحي الحياة هو تحقيق أهدافهم الخاصة.
يتميز أصحاب التفكير النقدي (السلبي) بالتركيز على السلبيات وتسليط الضوء عليها وتحليلها إلى خلفياتها ومسبباتها وتداعياتها، وتتعقد الأمور عندهم عندما تسيطر السلبيات على تفكيرهم ونظرتهم العامة للحياة، فيفقدون القدرة على رؤية الأشياء الأخرى الإيجابية، وتضعف مهارتهم في استشراف الضوء في آخر النفق، وأحياناً تتحول تصوراتهم للمستقبل تدريجياً نحو السوداوية والمأساوية.
واللاَّفت أن أغلب الناقدين المكتئبين هم من فئة المثقفين، ولذلك شاعت ظاهرة انتحار المثقفين أو موتهم معدومين ومطاردين.
وقد ربطت بعض نظريات الإبداع القديمة بين الإحساس العميق بالحزن والكآبة والإبداع، فاعتبرت التعبير الجارف في الرسم والنحت والموسيقى والكتابة شكلاً من أشكال التعبير عن النفس المتألمة وتفريغ للمشاعر السلبية.
لم تخلُ الحياة في التاريخ كله من الآلام والأحزان والحروب والمجاعات والموت، لكنها تستمر وتتخللها أيام وأعوام مديدة من الفرح والبناء والإنجاز، وعلينا أن نتعلم (قنص الفرح) والاستغراق فيه والاستمتاع به وترويجه بين الناس.. من واجبنا نشر الأمل والتعريف بكافة وجوه الحياة المتقلبة.
الأبيات الشعرية يعبر فيها مجموعة من راكبي حافلة عن سخطهم من محيطهم ومن الحياة عامة، يرفضون النزول في المحطة الأخيرة لأن لا شيء يعجبهم. وكان أكثرهم سخطاً هو صوت الشاعر الذي فضّل النزول في المحطة الأخيرة بعد أن تعب من السفر.
تذكرت وأنا أسمع المقطوعة الشعرية أن الصديق الذي أرسلها هو من أكثر الشخصيات التي أعرفها نقداً، وسخطاً، بل وكآبة، وأن المقطوعة جاءت معبرة عن هواه، فأحب نشرها.
لكن لماذا نسقط في الكآبة؟ وكيف؟ ولماذا يستعذب البعض الكآبة ويستمر بشحذها في نفسه؟
في الدراسات النفسية تبدو بعض الشخصيات أكثر هشاشة وحساسية من غيرها، إذ يتبنى العقل مجموعة من الأفكار التي يخضعها للملاحظة والاختبار بصفة مستمرة، ثم يقيّم الأمور بناء على نتائج اختباره لتلك الأفكار، وتكمن المشكلة في نوع الأفكار التي يتبناها المرء وكيفية معالجته لها.
ثمة معالجات براغماتية، ومعالجات نقدية، ومعالجات تقييمية ومعالجات تأملية.. وغيرها من المعالجات المختلفة التي تتباين بين الأفراد استناداً إلى خلفياتهم الاجتماعية والثقافية، وتجاربهم الإنسانية الخاصة، وتشير بعض الدراسات النفسية إلى أن أصحاب المعالجات النقدية هم الأسرع والأكثر سقوطاً في الكآبة، بينما أصحاب المعالجات البراغماتية هم الأقل عرضة للكآبة، لأن شغلهم الشاغل في تعاملهم مع مختلف مناحي الحياة هو تحقيق أهدافهم الخاصة.
يتميز أصحاب التفكير النقدي (السلبي) بالتركيز على السلبيات وتسليط الضوء عليها وتحليلها إلى خلفياتها ومسبباتها وتداعياتها، وتتعقد الأمور عندهم عندما تسيطر السلبيات على تفكيرهم ونظرتهم العامة للحياة، فيفقدون القدرة على رؤية الأشياء الأخرى الإيجابية، وتضعف مهارتهم في استشراف الضوء في آخر النفق، وأحياناً تتحول تصوراتهم للمستقبل تدريجياً نحو السوداوية والمأساوية.
واللاَّفت أن أغلب الناقدين المكتئبين هم من فئة المثقفين، ولذلك شاعت ظاهرة انتحار المثقفين أو موتهم معدومين ومطاردين.
وقد ربطت بعض نظريات الإبداع القديمة بين الإحساس العميق بالحزن والكآبة والإبداع، فاعتبرت التعبير الجارف في الرسم والنحت والموسيقى والكتابة شكلاً من أشكال التعبير عن النفس المتألمة وتفريغ للمشاعر السلبية.
لم تخلُ الحياة في التاريخ كله من الآلام والأحزان والحروب والمجاعات والموت، لكنها تستمر وتتخللها أيام وأعوام مديدة من الفرح والبناء والإنجاز، وعلينا أن نتعلم (قنص الفرح) والاستغراق فيه والاستمتاع به وترويجه بين الناس.. من واجبنا نشر الأمل والتعريف بكافة وجوه الحياة المتقلبة.