السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

التّدفُق.. شروط سبعة

هل جرّبت يوماً شعور الانهمار كالمطر على عمل إبداعي، كالرسم أو الكتابة، أو ممارسة رياضة ذهنية أو بدنية دون الإحساس بالوقت أو العالم حولك؟

عرّف عالم النفس ميهاي تشكسيمتنيهاي Mihaly Csikszentmihalyi هذه الحالة بالتدفّق (Flow) ووصفها بأنها حالة الانغماس التام في النشاط الذي يقوم به المرء أياً كانت طبيعة هذا النشاط، رغم الارتماء الروحي في نطاق هذه الحالة إلا أنها كثيراً ما تصاحب شعوراً بالخفة والطاقة الباعثة للإبداع والإنجاز، ما يعني بلوغ الإنسان حالة تركيز متقدّمة.

لكن تصويب طاقة التركيز في الاتجاه الصحيح، وفي الوقت الذي نريد ليس بالأمر السهل دائماً.. في الواقع، رغم أن الامر يبدو عفوياً في الظاهر، إلا أنه يحتاج إلى شيءٍ من الخبرة والتخطيط، خاصة إذا ما ظهرت بعض العوامل المُلهية أو المشتّتة للتركيز، مثل الملل أو فقدان الشغف.


وهذا ما يحدث لكثير منّا على مختلف المراحل العمرية، فالطلاب على سبيل المثال، يمكنهم أن ينغمسوا في حالة من التعلّم إذا ما تم دمج التعلّم بمناهج تطبيقية تزاوج بين العلم والمشاريع اليدوية أو البدنية، وتلك المشاريع تحثّهم على التركيز وتُبعد عنهم الملل.


وقد أشار أوين تشايفر Owen Schaffer في ورقة علمية منشورة عام 2013، إلى سبعة شروط يستوفيها المرء لتطبيق حالة التدفّق وهي: أن يعرف تماماً مهمته، أن يعرف ما يجب القيام به لإنجاز المهمة، أن يعرف درجة الإتقان في أداء المهمة، أن يعرف الوجهة المرغوبة، أن يتغلّب على التحديات، يبني مهارات عالية، ينفلت من المشتّتات. وتحقيق كل ذلك يتطلّب القدرة على تصفية الذهن، والدخول في أداء النشاط أو المهمة بالطرق التي تُعين المرء على إتمامها.