هل تخيلتَ صديقي القارئ أن الجمادات تنطق وتتحدث وتعبر عن حالتها وظروفها؟ وهل تخيلتَ أن يصبح بإمكانك توجيه أيّ سؤال للحجر فينطق؟.. ربما لم تجربها بعد لكن ستجربها في المستقبل وإليك التفاصيل.
قبل أيام كشف باحثون بجامعة «نانيانغ» التكنولوجية في سنغافورة عن ابتكارهم أداة يمكنها توصيل الإشارة الكهربائية من وإلى النباتات، بحيث يمكن للمزارع أو للشركة المسؤولة عن الزراعة بمراقبة الظروف البيئية للنباتات، ولكن هذه المرة المعلومات لا تأتينا من البيئة المحيطة بل من النباتات نفسها، فهي من ترسل البيانات عن وضعها الحالي، وليس هذا فقط بل نجح الباحثون في جعل النبات يغلق أوراقه عند الطلب.
وهذا يأخذنا لمستقبل نستطيع من خلاله التحدث مع النباتات، وهي أيضاً تستطيع أن تتحدث معنا وتخبرنا بما يلزمها، وما إذا كانت مهددة بالأمراض أو سوء جودة الإنتاج، وهنا حدِّث ولا حرج من الفوائد التي سنجنيها من هذه التكنولوجيا في معالجة الأمراض النباتية وزيادة جودة المحاصيل، وغيرها من الفوائد التي سنكتشفها لاحقاً.
قد يبدو الأمر عادياً لوهلة لكن لو تمعَّنْت فيه أكثر ستكتشف حقيقة الأمر.. نعم لقد استطعنا التواصل مع النباتات وهي استطاعت محادثتنا، وغداً سنقوم بزراعة شرائح ومستشعرات كهربائية نضعها في التربة وفي الحجارة وفي المعادن لنتمكن مع مخاطبتها، بحيث نستطيع التكلم مع هذه الجمادات ومعرفة تفاصيلها الداخلية وحالتها، كما نستطيع معرفة درجة الرطوبة في المواد المستخدمة في البناء، ودرجة حرارة المعادن ومدى تأثير هذه الأمور على حالتها، ويمكن لهذه الجمادات أن تخبرنا آخر تطوراتها بعد أن تعرضت لعوامل طبيعية أو بيئية، ويمكننا من بعدها دراسة العديد من الأمور الفيزيائية والكيميائية التي ستمكننا من إنتاج مواد أكثر ملاءمة لحياتنا.
من جانب آخر فكلما زادت تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي وأنظمة المساعدة الافتراضية تطوراً؛ شعرنا بأننا نحاكي الجمادات، ألم تكلم سيارتك وتطلب منها تشغيل أغنيتك المفضلة أو الاتصال بصديق، وهزت رأسها وقالت لك «تكرم عينك»؟!، ألم تكلم مكنستك الذكية وطلبت منها أن تنظف البيت وقالت لك: «فالك طيب»؟!، ألم تنادِ على جهاز التكييف الذكي لتخبره أنك تشعر بالحر فيقول لك «على الرحب والسعة» ويقوم بتشغيل نفسه ليبرد عليك؟!
ومختصر القول: المستقبل سيجعلنا نكلم الجمادات وهي أيضاً ستكلمنا، سنتعرف عليها وتتعرف علينا، نطلب منها فتجيب، نسألها فتقدم لنا الإجابة، نستفسر عن أحوالها فتُجِيبُنا بحقائق، نُحسِّنُها فتتحسَّن جودة حياتنا.