2021-06-29
قد نحتاج إلى فتاوى المتخصصين في القضايا الملتبسة والمبهمة والخطيرة، ولكن هل نحتاج إليها في القضايا الواضحة وجزئيات الحياة الصغيرة؟ وهل حقاً نحتاج إلى الشرعية الدينية للقيام بواجباتنا الأخلاقية والإنسانية والمهنية؟
وهل نحتاج إلى فتوى كي ننخرط في الدفاع عن النفس أو الوطن، أو نساعد المحتاجين والضعفاء؟ أو نشرع في عمل خيري لتشغيل العاطلين أو علاج المرضى أو إيواء الأيتام؟ وهل نحتاج إلى فتوى كي نزرع الأشجار أو نرعى البيئة أو نزيل النفايات من الشوارع والطرقات؟
سيكون المرء عالة على المجتمع إن سعى إلى استفتاء العلماء والخبراء في الصغائر والكبائر، ولا شك أن شخصاً كهذا كسول فكريّاً ومهمل عمليّاً ولا يزال يعيش في القرون الوسطى، ففي هذا العصر، لم نعد بحاجة لأن نذهب إلى القضاء إن كنا قادرين على حل مشاكلنا خارج المحاكم، ولا نحتاج حتى إلى استشارة الطبيب في الكثير من الأمراض والوعكات الصحية، لأن طرق علاجها معروفة والأدوية المناسبة لها متاحة حتى دون وصفة طبية.
يفتخر بعضهم بأنه «لولا الفتوى لما تحقق كذا وكذا»، وهناك من ينسب كل إنجاز إلى الفتاوى، دون أن يشعر بأن ذلك ينتقِص من قدراته العقلية، لأنه يحتاج لاستشارة المتخصصين حتى في القضايا البسيطة والواضحة.
أحد العباقرة، مثلاً، اتصل بوكالة ناسا ليسأل علماءها عن رؤية هلال شهر رمضان!
ما يحتاج إليه المرء في هذا العصر هو أن يعرف واجباته وحقوقه وفق قانون الدولة التي يعيش فيها، ولقد ورد في الحديث (المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف)، والمؤمن القوي هو من يتقن عمله ويعرف واجباته وحقوقه ويتسلح بالعلم في تصرفاته، والضعيف من يحتاج دائماً إلى الرعاية والتوجيه حتى في أبسط الأشياء.
وفي حديث آخر (من تساوى يوماه فهو مغبون)، أي من تتشابه أيامه من حيث الأفعال والنشاطات، فإنه مقصر ومغبون، لأنه لم يبدع ولم يأتِ بجديد، فإن كان يسأل المتخصصين في كل صغيرة وكبيرة، فإنه شخص بحاجة إلى إعادة تأهيل كي يصبح عضواً منتجاً ونافعاً.
لكن اللوم الأكبر يقع على من يفتي حتى في قضايا فكاهية، فقد أجاز أحدهم (الزواج من الكائنات الفضائية)، وأفتى آخر بأنّ (نَسَبَ الإنسان المُستَنسَخ يعود إلى صاحب الخلية التي استُنسِخ منها)، بينما أفتى ثالث بـ(جواز الركوب في الطائرة)!
وهل نحتاج إلى فتوى كي ننخرط في الدفاع عن النفس أو الوطن، أو نساعد المحتاجين والضعفاء؟ أو نشرع في عمل خيري لتشغيل العاطلين أو علاج المرضى أو إيواء الأيتام؟ وهل نحتاج إلى فتوى كي نزرع الأشجار أو نرعى البيئة أو نزيل النفايات من الشوارع والطرقات؟
سيكون المرء عالة على المجتمع إن سعى إلى استفتاء العلماء والخبراء في الصغائر والكبائر، ولا شك أن شخصاً كهذا كسول فكريّاً ومهمل عمليّاً ولا يزال يعيش في القرون الوسطى، ففي هذا العصر، لم نعد بحاجة لأن نذهب إلى القضاء إن كنا قادرين على حل مشاكلنا خارج المحاكم، ولا نحتاج حتى إلى استشارة الطبيب في الكثير من الأمراض والوعكات الصحية، لأن طرق علاجها معروفة والأدوية المناسبة لها متاحة حتى دون وصفة طبية.
يفتخر بعضهم بأنه «لولا الفتوى لما تحقق كذا وكذا»، وهناك من ينسب كل إنجاز إلى الفتاوى، دون أن يشعر بأن ذلك ينتقِص من قدراته العقلية، لأنه يحتاج لاستشارة المتخصصين حتى في القضايا البسيطة والواضحة.
أحد العباقرة، مثلاً، اتصل بوكالة ناسا ليسأل علماءها عن رؤية هلال شهر رمضان!
ما يحتاج إليه المرء في هذا العصر هو أن يعرف واجباته وحقوقه وفق قانون الدولة التي يعيش فيها، ولقد ورد في الحديث (المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف)، والمؤمن القوي هو من يتقن عمله ويعرف واجباته وحقوقه ويتسلح بالعلم في تصرفاته، والضعيف من يحتاج دائماً إلى الرعاية والتوجيه حتى في أبسط الأشياء.
وفي حديث آخر (من تساوى يوماه فهو مغبون)، أي من تتشابه أيامه من حيث الأفعال والنشاطات، فإنه مقصر ومغبون، لأنه لم يبدع ولم يأتِ بجديد، فإن كان يسأل المتخصصين في كل صغيرة وكبيرة، فإنه شخص بحاجة إلى إعادة تأهيل كي يصبح عضواً منتجاً ونافعاً.
لكن اللوم الأكبر يقع على من يفتي حتى في قضايا فكاهية، فقد أجاز أحدهم (الزواج من الكائنات الفضائية)، وأفتى آخر بأنّ (نَسَبَ الإنسان المُستَنسَخ يعود إلى صاحب الخلية التي استُنسِخ منها)، بينما أفتى ثالث بـ(جواز الركوب في الطائرة)!