السبت - 23 نوفمبر 2024
السبت - 23 نوفمبر 2024

انتقاد غيرنا.. مرآة عيوبنا

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المتنفّس الأكبر والأمثل لتنفيس بعض الناس عن أحقادهم وأمراضهم تجاه غيرهم.

يلفت انتباهي، في بعض الأحيان، حالات أجد فيها بعض المغردين في تويتر ينتقدون سلوك مغرّد آخر بقسوة لأجد بعد ذلك أنه يقوم، في تغريدة له، بنفس ذلك السلوك «المشين».

من المهم أن يُراقب الإنسان نفسه عند انتقاد غيره، لأنه في أحيان كثيرة سيكتشف أن الكثير من الأمور «السلبية» التي يراها في غيره ربما تكون موجودة فيه هو أيضاً بطريقة أو بأخرى.


عملاً بذلك، قمت بمراقبة نفسي ووجدت بالفعل، في بعض الأحيان، أن بعض التصرفات التي أنتقدها في غيري هي بالفعل موجودة لدي دون أن أراها لأنها قد تكون بدرجة صغيرة.


من علامات الوعي المرتفع لدى الإنسان أن يقوم، عندما ينتقد شخصاً آخر، بمحاولة ضبط نفسه مُتلبّساً بالجرم المشهود وهو اكتشاف أمور سلبية بداخله وجدها في غيره بعد انتقاده لهم.

وفي بعض الأحيان، عندما ننتقد شخصاً ما، قد يكون الدافع وراء ذلك هو الغيرة والحسد من هذا الشخص ولكن ليس بإمكان أغلب الناس اكتشاف هذه الحقيقة والاعتراف بها، الواعي فقط هو من بإمكانه اكتشاف هذه الحقيقة المرة والاعتراف بها، ومن ثم العمل بجدّ على التخلّص من أسباب الغيرة والحسد.

الإنسان الواعي يمتلك راداراً لكشف تصرفاته الخاطئة، ومن ثمّ يقوم بمحاولة تصحيحها، أما الإنسان غير الواعي، فهو الآخر يمتلك راداراً لكن لمراقبة تصرفات الآخرين الخاطئة، وهي في الغالب موجودة فيه وربما بدرجة أسوأ، ومن ثم ينتقدها متعامياً عن تصرفاته الخاطئة الجمّة التي لا يراها في نفسه.