خطوة أكثر من رائعة تلك التي أعلن عنها الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس نادي الفجيرة، الذي وجه بتحويل 90% من ميزانية النادي إلى مشاريع استثمارية لمدة عامين، وتصعيد فريق 21 عاماً لتمثيل الفريق الأول لكرة القدم في منافسات دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل، في مبادرة تعتبر هي الأولى من نوعها على مستوى الأندية في الدولة.
وجاء قرار رئيس نادي الفجيرة بمثابة الخطوة التصحيحية لمسار وواقع النادي، الذي غادر المحترفين وهبط لدوري الهواة نهاية الموسم المنتهي، ويمثل القرار الذي شغل الشارع الرياضي المحلي، خطوة أولى نحو إعادة الفريق لمكانه الطبيعي في المحترفين، ولكن من خلال بداية مختلفة يعتمد فيها على أبناء النادي.
مبادرة نادي الفجيرة (الشجاعة) من شأنها أن تفتح الأبواب أمام أندية أخرى للحذو حذوها، خاصة في ظل تشابه الظروف والضغوط على عدد كبير من الأندية، التي تعاني من عجز في الموازنات نتيجة زيادة المصروفات، التي ارهقت كاهل الأندية وكانت أحد الأسباب الرئيسية لتراجع نتائج الفرق وهبوطها للدرجة الأدنى، ناهيك عن الالتزامات المالية والمديونيات التي تظل عالقة على النادي، الأمر الذي كان وراء تراجع عدد كبير من الأندية خاصة ذات الإمكانات المحدودة، التي دفعت ثمن البقاء في المحترفين أو حتى في الدرجة الأولى غالياً. وتأتي خطوة نادي الفجيرة كبادرة مثالية لتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، والأفكار السلبية المتعلقة بموضوع المنافسة من ناحية وتنمية الجانب الاستثماري، وتدعيمه بحيث يكون قادراً على مواجهة التحديات ومواكبة الوضع التنافسي.
قرار نادي الفجيرة بالاعتماد على لاعبي 21 في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل ليس بالمغامرة ولا بالبدعة، بل قرار شجاع وخطوة تهدف لتصحيح مسار غير سليم، مدعوماً بتجارب مريرة عانى منها الفريق طوال المواسم الماضية، وبالتالي فإن ما أقدمت عليه إدارة نادي الفجيرة من شأنه أن يفتح أبواب المستقبل أمام أبنائه للتألق، وسيتيح المجال أمام أندية أخرى للاستفادة من مبادرة الفجيرة (الشجاعة) لاستلهام المستقبل.
كلمة أخيرة
بعض المبادرات تولد كبيرة لأنها تحمل رؤى مستقبلية وأهدافاً استراتيجية، ومبادرة نادي الفجيرة واحدة من تلك المبادرات التي ولدت كبيرة لأنها تخاطب المستقبل.