من أكبر أهداف مواقع التواصل الاجتماعي أن يطرح فيها كل أحد أي فكر أو شيء يخطر بباله، فقد يطرح الشيء المفيد النافع، وقد يطرح الشيء المسيء الضار، وهذه النظرة تقوم على مبدأ الحرية المطلقة، التي لا تعترف بحواجز أو قيود أو حتى قيم ومبادئ، فإذا لم تقم بإلحاق ضرر واضح بالآخرين فقل ما شئت وافعل ما شئت.
وهذه النظرة للحرية لا بد أن نتوقف عندها، فهي تختلف في جوانب كثيرة عن النظرة المعتدلة لها، فالحرية في منطقتنا لا بد أن تستند إلى مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية، وعادات المجتمع وثقافة القانون، إذْ من غير المقبول أبداً أن يقوم أي شخص بكتابة ما يشاء عن ولاة أمرنا، والدعوة إلى التحريض والخروج عليهم بحجة أن هذه الممارسات لا إشكال فيها في الدول الغربية، حيث يمكن أن يقول الفرد عن الرئيس ما شاء دون حساب.
النظرة إلى هذه المسألة تختلف عندنا، فالمسلم يرى أن المسألة ترجع إلى أصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة، ألا وهو السمع والطاعة لولي الأمر وتحريم الخروج عليه، فلا يرى لنفسه الحرية في تقليد الآخرين لأن دينه يدعوه إلى عدم فعل ذلك.
وكذلك الأمر بالنسبة للمقاطع المخلة بالآداب والحياء والاحتشام، ففي بعض البلدان يمكن أن يصور الإنسان نفسه في أي وضع ولو كان صادماً لقيم المجتمع، فأهم نقطة عندهم هي عدم الاعتداء على الآخرين، ولو صور الرجل نفسه عارياً، ولكن في منطقتنا لا يمكن القبول بهذه التصرفات الشائنة لأنها تخالف أخلاق الإسلام وقيمه وتستفز المجتمع جدّاً.
وهذه النظرة وللأسف الشديد، تغيب عن بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم استفزاز الناس طلباً للشهرة بكتابات شائنة أو تغريدات تعارض المبادئ والقيم وتصدم المتابعين.
وهذا الكاتب أو صاحب المقطع، يزعم أنه يمارس نوعاً من الحرية، ونسي أنها ليست حرية صحيحة، بل هي إساءات يقوم بنشرها تستفز الناس، وقد تسيء إلى عائلته أو بلاده بقصد أو بدون قصد.
والمّوفَّق حقاً وصدقاً يعلم أن المشاركة في مواقع التواصل الاجتماعي لها ضوابط أخلاقية وفكرية وقانونية، فعليه أن ينتبه لها.