يحظى الدوري الإسباني لكرة القدم باهتمام جماهيري واسع، ولا تنحصر المتابعة في الداخل الإسباني أو الأوروبي فحسب، بل تتعدى هذا المحيط إلى بقية أرجاء الأرض. تأتي شعبية هذه المسابقة بسبب وجود فريقين عريقين يصنعان دراما كروية مستمرة في الملاعب والإعلام، فأخبار برشلونة وريال مدريد في كل مكان، في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة والمذياع، وفي كتب التلاميذ أيضاً. شعارات الفريقين موجودة على الجدران العامة في معظم دول العالم، ومنقوشة على منتجات المتاجر، على القمصان والقبعات وغيرها.
قبل استبدال البرتغالي كريستيانو رونالدو قميص ريال مدريد بشعار يوفنتوس الإيطالي عام 2018، كانت الإثارة الكروية قوية في إسبانيا لوجود الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة، لكن انتقال رونالدو كسر حدة التشويق، حتى أصبحت مباريات البرشا والريال أقل إثارة، وإذا بقي الحال على ما هو عليه، فإن الدوري الإسباني سيفقد شعبيته الدولية، لكن!
المسؤولون في برشلونة وريال مدريد والإعلاميون في إسبانيا يدركون هذه الحقيقة، لذلك سخنّوا جبهة البحث عن بدلاء مؤثرين وصار الحديث عن انتقال النرويجي هالاند والفرنسي مبابي إلى هذين الفريقين خبراً وتقريراً ومتابعة، وخضع هذا الخبر الطازج لمشرط المحللين والنقاد، وبصرف النظر عن فشل أو نجاح الانتقال، إلا أن المسؤولين عن الكرة الإسبانية يريدون لمسابقتهم أن تبقى تحت نظر الجميع، وتتردد أخبارها في البلدان الآمنة وفي مناطق الحروب، وفي أوساط الأغنياء والفقراء.
خبر عودة كرستيانو رونالدو إلى ريال مدريد أخذ مساحة واسعة هو الآخر, لأن عودته ستشعل المنافسة من جديد بينه وبين ميسي، وستعيد المسابقة الإسبانية إلى الواجهة رغم أنف جائحة كورونا وتداعياتها، لكن هذا الخبر لم يتحول إلى حقيقة بعد.
هذا الدرس الإسباني مهم جداً للنشاط الكروي المحلي، وعلى المسؤولين والإداريين في أنديتنا أن يدركوا أهمية الموهبة والأداء في الملاعب وميادين الإعلام كافة، فمباراة كرة القدم ليست تسعين دقيقة كما يحددها قانون اللعبة، بل إن وقتها مفتوح، لأن الكرة أصبحت جزءاً من الأحلام السعيدة والكوابيس على حد سواء.
لنعمل معاً من أجل جعل مباراة كرة القدم المحلية أكثر من 90 دقيقة، ولنجعلها أكثر إثارة وشعبية في الملاعب والإعلام، لكننا قبل ذلك في حاجة إلى نجوم يساعدون على تحقيق هذا التغيير.