الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

ترجل الفارس صاحب القلب الكبير

رحل عنا بكل أسى، رجل عظيم بعطائه وقدراته وحكمته، صاحب القلب الكبير، الذي شمل عطاؤه شتى مجالات الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وامتدت أياديه البيضاء بالخير إلى شعوب العالم كافة، لمساعدة المحتاجين والمعوزين، وساهم في بناء المشاريع لهم، من أجل أن ترتقي بأوضاعهم المعيشية.

ترجل الفارس الأصيل المحب والعاشق للرياضة، والذي دعا دوماً إلى الاهتمام بكافة الألعاب والمناشط الرياضية، داخل وخارج الدولة، فهو القلب النابض سابق عصره بفكره المستنير، ونظرته المستقبلية، التي آمنت دوماً بالشباب، وبضرورة تطويرهم والارتقاء بأفكارهم من أجل مواكبة التطورات.

القلب النابض لرياضة الإمارات، وعميد رؤساء أندية العالم، وضع بصمات خالدة لن تنسى، وستظل الأساس التي ترتكز عليه رياضة الإمارات بمختلف الألعاب، إذ نجح في أن يساهم ببناء دولة الإمارات عبر عدة مجالات، من ضمنها الرياضة، التي ركز خلالها على أن تكون مبنية على العطاء والتسامح والأخلاق والمبادئ والروح الرياضية، والمحافظة على القيم التراثية، لذلك ركز دائماً على الرياضات التراثية التي أحياها بفكره وبحكمته ورؤيته الثاقبة.

الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وضع بصمة واضحة في سباقات الخيول حول العالم، لطالما عرفته المضامير العالمية، بشغفه وآرائه وإنجازاته، وأيضاً مبادراته الخيرية التي غرسها في كل جزء من أنحاء الكرة الأرضية، إضافة إلى جوائزه التي تعد من الأشهر على ساحات الخيول.

أولى المغفور له بإذن الله، كل الدعم للرياضات التراثية، لا سيما المسابقات البحرية، التي قدم لها دعماً سخياً، وجعلها رياضة تجذب أنظار الجميع في مختلف أرجاء المعمورة، عرف خلالها العالم أجمع بالإمارات وتراثها وتاريخها الأصيل.

دائماً ما كانت آراء فقيد الإمارات، منهجاً يعمل الجميع على الاستفادة منه، ويترقبه دائماً المحب لكرة القدم، بمقابلاته الإعلامية السنوية، التي كانت تخرج منها اللعبة الشعبية الأولى بأفكار نيرة وبدروس تمهد الطريق لمستقبل أفضل.

رحل فقيدنا وفارسنا وعميدنا، لكن قلبه الكبير سيظل وارفاً مثمراً مزدهراً، بوجود أبنائه، وسيظل رمزاً للخير والمحبة والسلام وعنواناً رئيسيا للرياضة والتقدم والحضارة، والأب الداعم للشباب، قوام الأمة.

هو من صناع تاريخ الإمارات، من رجالها المخلصين الذين ساهموا في بناء هذه الدولة منذ تأسيسها، صعدت روحه إلى السماء، وبقيت أفعاله مغروسة في أرض الوطن إلى الأبد، رحمك الله يا الشيخ حمدان بن راشد، يا صاحب القلب الطيب.