عودة المهندس مهدي علي للتدريب من بوابة فريق شباب الأهلي دبي خطوة مهمة في هذا التوقيت، لأن وجوده مكسب للكرة الإماراتية وليس للفرسان وحدهم، فالمهندس مؤهل لتحقيق الإنجازات في هذا الحقل الذي يحبه ويعرف دهاليزه وأسراره.
نادي شباب الأهلي دبي في حاجة إلى قرار جريء يؤسس لثقافة جديدة في التعامل مع المدرب المواطن، والقرار المطلوب هو محاكاة خطوة مانشستر يونايتد في تعامله مع المدرب أليكس فيرغسون الذي استمر في قيادة الفريق لمدة 27 سنة، أي على شباب الأهلي أن يمنح المهندس مهدي علي وقتاً طويلاً بصرف النظر عن النتائج.
هناك أسباب عديدة تساعد المهندس على التميز مع الفرسان، أولها أنه مدرب طموح ومؤهل ويريد تحقيق مزيد من الإنجازات وصناعة نجوم كثر، كما أنه محترف ودقيق وله رؤية مميزة في عالم التدريب، فضلاً عن أنه ابن النادي.
هذه الفكرة ليست سهلة التطبيق في ظل بيئة كرة القدم المحلية التي تعاني صراعات شخصية كثيرة من أجل المراكز والمناصب، لكن تنفيذها سيؤسس لثقافة كروية أكثر احترافية.
ليس التعيين لفترة طويلة القرار الوحيد الذي يحتاج له مهدي علي، بل من المهم منحه صلاحيات غير محدودة لإعادة صياغة العمل في الفئات العمرية التي تغذي الفريق الأول، لأن هذه الخطوة يمكن أن تردم الفجوة التي تحدث بين الأجيال الكروية المتعاقبة.
أنا أتحدث عن المهندس مهدي علي لأنني مطلع على فلسفته وطموحاته وفكره ورغبته في التعلم المستمر واكتساب الخبرات، ووجوده على رأس الجهاز الفني بصلاحيات واسعة ولفترة طويلة سيحقق تغييراً إيجابياً واضحاً.
طريق مهدي علي ليس مفروشاً بالورد لأنه سيواجه عقبات كثيرة خاصة تلك التي يصنعها أعداء النجاح، لكنه أهل للتحديات وقادر على إزالة الموانع من أمامه.
إذا قررت إدارة نادي شباب الأهلي تنفيذ تجربة مان يونايتد مع فيرغسون، وأرسنال مع أرسين فينغر، فإنها تسجل سبقاً في تأسيس ثقافة الاستقرار والبناء.