الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024
الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024

آلو.. هل من مجيب؟

قد يشعر البعض بالدهشة إذا قلت إن الخطوة الأولى لتطوير التعليم أن يتم التفاعل والرد على استفسارات واتصالات أولياء الأمور، فكثيراً ما يجد أولياء الأمور أنفسهم على قائمة الانتظار لفترات طويلة، ولكن للأسف يتعذر عليهم ذلك في كثير من الأوقات، هناك الكثير من المؤسسات لديها خدمة الرد الفوري على استفسارات المتعاملين، وهذه أبسط خدمة يجب على الوزارة إتاحتها لـ«متعامليها».

تبحث عمن يشرح لك كيفية تسجيل الأبناء في المدارس، أو نقلهم ولا تجد من يعينك، فلماذا لا تكون هناك طريقة إلكترونية سهله على المتعامل (وليس سهلة من وجهة نظر الموظف) لأن المستوى الثقافي لأولياء الأمور متفاوت، ولماذا لا تربط الوزارة ملفاتها مع الهوية والجهات المعنية بحيث يتم تقديم الطلبات والوثائق إلكترونياً؟ قد يقول البعض إن هناك خدمات تقدمها الوزارة إلكترونياً، فهل يفسر لنا أحد لماذا الازدحام الطويل في المدارس و مكاتب الوزارة؟ طالما أن هناك ازدحاماً فمعناها أن هناك خللاً يجب تداركه.

هل يفسر لنا الأخوة المعنيون بالتعليم الجامعي عن سبب إلغاء تخصص وإضافة تخصص جديد ( فجأة) ؟ ألا يمكن عمل ذلك دون أن (يضيع) جهد وتعب الطلاب؟

اختبارات (الإمسات) من الاشتراطات الأساسية لدخول الجامعات، وهي ليست بالمجان، وتعتبر مصدر دخل إضافي للجهات المعنية، فلماذا لا يتم تقديمها بشكل شهري لكافة الطلاب؟ وكلما زاد العدد زاد الدخل، فهناك من ينجح بتفوق وهناك من يحصل على علامات متوسطة، ويريد رفعها، وهناك من يرسب ويبحث عن إعادة الاختبار، فلماذا لا يتم عملها بشكل شهري و يكون معروفاً توقيتها بدلاً من مفاجآت المواعيد ( وتلحق ما تلحق )؟

هل يفسر لنا الاخوة المعنيون بالتعليم الجامعي عن سبب إلغاء تخصص و إضافة تخصص جديد (فجأة) ؟ ألا يمكن عمل ذلك دون أن (يضيع) جهد وتعب الطلاب؟ ألا يمكن عمل ذلك في الخطط المستقبلية بدلاً من ربط مصير الكثير من الطلبة (بجرة قلم) ؟ ألا يعتبر هذا خللاً في التخطيط، و يحاسب عليه المعنيون؟ وماذا يفعل الطلاب الذين قاربوا على التخرج بعد إلغاء تخصصهم؟

أتحفتنا إحدى جامعاتنا بأنها ألغت الدراسة الصيفية وكالعادة (بدون سابق إنذار)، لتضيع على الطلاب مواد كانت سوف تساعدهم على التخرج مبكراً، فما ذنب الطلاب؟ وهناك برامج دراسية قد تكون «فشلت» في جامعات والبعض يصر على نقلها بكل تفاصيلها مع موظفيها، إلى جامعات أخرى، ألا يعلم هؤلاء أنهم «يغامرون» بمصير ومستقبل الجميع؟

للأسف هذه الأمور لا نجدها في الجامعات الدولية، لأنه بحكم خبراتهم يضعون حلولاً بديلة ومناسبة للطلاب، وهي حلول ليست مناسبة فقط للإدارة الجامعية، لأنهم يخشون على سمعتهم، ويهتمون بمصير طلابهم.