الأربعاء - 04 ديسمبر 2024
الأربعاء - 04 ديسمبر 2024

لم يتغير شيء

لم يتغير شيء

منذ سنوات ذكر أحد مسؤولي التعليم أنهم سوف يركزون على مشاركة أولياء الأمور والمجتمع والمعنيين بالميدان التعليمي بشكل فعّال في التغييرات المنشودة من أجل تطوير المناهج والعملية التعليمية، بالإضافة إلى التركيز على معلمين يتمتعون بمهارات عالية في العلوم والتكنولوجيا، وجذب أفضل الخريجين، وتعزيز روح التطوع بين صفوف الطلاب والمعلمين، وترسيخ الهوية الوطنية. والسؤال لماذا لم يتغير شيء بعد مُضي سنوات من طرح هذه الرؤية؟

كانت الرؤية التعليمية حتى 2021 أن تكون الإمارات بين أفضل 20 دولة في البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA)؛ وأن تكون من بين أفضل 15 دولة في الرياضيات والعلوم (TIMSS)؛ أن يكون المعلمون في جميع مدارس الإمارات (الحكومية والخاصة) من حملة المؤهلات التربوية العليا؛ وأن تمتلك جميع المدارس (الحكومية والخاصة) إدارة ذات فعالية عالية؛ وضمان أن 90% من طلاب الصف التاسع من المدارس الحكومية والخاصة يتمتعون بكفاءة عالية في اللغة العربية؛ وتوفير التعليم في سن مبكرة لـ95% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات. ولكن (لم يتغير شيء)، وما يُقال في الإعلام يخالف ما نلمسه على أرض الواقع.

التحديات التي تواجه التعليم واضحة وموجودة منذ سنوات ولا حاجة لعمل أبحاث جديدة

الجميع يتحدث عن بناء مهارات التفكير النقدي للطلاب، وتطوير الابتكار والعمل الجماعي، واستخدام تكنولوجيا المعلومات في حل المشاكل، ولكن لماذا لم يتغير شيء؟ التحديات التي تواجه التعليم واضحة وموجودة منذ سنوات ولا حاجة لعمل أبحاث جديدة، البعض خرج علينا بأن المشكلة في معلمينا (المواطنون)، فتمّ جلب معلمين ومعلمات من الخارج، ولكن وجدنا أن المخرجات التعليمية هي نفسها (لم يتغير شيء)، سافر المعنيون بالتعليم إلى أفضل دول العالم لنقل تجاربهم ومعرفتهم إلينا، ولكن (لم يتغير شيء) مجرد بهرجة إعلامية.

نحن كأولياء أمور نجلس مع أبنائنا، ونراجع معهم الدروس، ولكن نرى أن المناهج أسلوبها لا يتّصف بالسلاسة، وتحتاج في أحيان كثيرة لمساعدة من غوغل ويوتيوب لمعرفة المقصد.

مدرسون يشرحون الدرس بأسلوب (إذا فهمت خير وبركة) ذهب المعلمون الذين يتواصلون مع أولياء الأمور، والله يرحم أيام مدرسينا أبو أكرم وأم وليد، وجاء مجرد (موظفين) يحسبون وقت دخولهم وخروجهم من المدرسة ومتى ينزل الراتب، ذهب وزراء تعليم، وجاء غيرهم (ولم يتغير شيء)، والخلاصة أن أسلوب تنفيذنا للتعليم يفتقد للشغف والحماس من جانب المعلمين والطلاب، وكلمة السر هي التنفيذ الصحيح للخطط، وكذلك الاهتمام بالتعليم الفني.