الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

حياتهم الشخصية «مسرحية»

في مقاطعة فايرفاكس في ولاية فرجينيا الأمريكية بدأت محكمة النظر في 3 اتهامات بالتشهير رفعها ممثل ضد ممثلة، المحكمة بدأت النظر في القضية في أبريل 2022 ولا زالت إلى اليوم، المدعي والمدعى عليه كانا متزوجين لعامين ومن تفاصيل القضية يتبين أن علاقتهما كانت مسمومة، تفاصيل القضية لا تهمني ولا من هو الظالم ومن المظلوم، ما يهمني هو أن القضية تعرض على الهواء مباشرة للجميع حول العالم من خلال الشبكة، وهذا كان وما زال له أثر وسيبقى لسنوات.

قضية تعرض تفاصيل الحياة الشخصية للطرفين يفترض أن تكون خاصة بعيدة عن أعين الناس، لكن القانون في بعض الولايات الأمريكية يسمح للإعلام بالتغطية المباشرة للقضايا وهكذا تتحول بعض القضايا لمادة إعلامية ترفيهية، الناس يحبون متابعة أخبار المشاهير وتتبع سقطاتهم، وسائل الإعلام على اختلافها تستغل القضية لشد انتباه الناس فهذا حدث لا يتكرر كثيراً وهي فرصة لجذب أعداد أكبر من المشاهدين والقراء.

في مواقع مثل يوتيوب وتيكتوك وإنستغرام وتويتر وغيرها أصبحت القضية وجبة دسمة للكثيرين الذين حولوها فرصة لنشر المحتوى بأنواعه من التعليقات الجادة على تفاصيل القضية، إلى النكت والسخرية على أحد أطرافها أو الإشادة بأحد المحامين، وفي يوتيوب أصبحت القضية مصدر للمحتوى الذي يجمعه أصحاب القنوات والقضية بالنسبة للكثير منهم فرصة لجذب الأنظار والانتباه تماماً كما تفعل قنوات التلفاز وهي فرصة كذلك للتربح من المشاهدين، بعض المواقع التي تبيع الأشياء مثل القمصان والأكواب وغير ذلك استفادت من القضية ببيع أشياء متعلقة بها مثل قمصان تقول «نحن نشجع...» ويكتبون اسم الممثل.

في مواقع مثل يوتيوب وتيكتوك وإنستغرام وتويتر وغيرها أصبحت القضية وجبة دسمة للكثيرين الذين حولوها فرصة لنشر المحتوى بأنواعه

الشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها صممت لمثل هذا الحدث، فهي تحول أي قضية إلى ترفيه ومن قبلها وسائل الإعلام الأخرى فعلت نفس الشيء وخصوصاً التلفاز، وبالطبع كل وسائل الإعلام تقدم المفيد والجاد والجيد من المحتوى لكن هل هو المحتوى الأشهر؟ الشبكات الاجتماعية ومواقع مثل يوتيوب تثبت أن الترفيه يجد أكبر قدر من الانتباه.

العالم أصبح كمسرح وأحداثه مسرحيات تعرض عليه للترفيه أكثر من أي شيء آخر، ومن يقرر العيش بعيداً عن هذا المسرح ويفضل ألا يعرف ما يحدث فلن يهرب من تأثير المسرح على المحيطين به ثم عليه، التسارع في المشاركة بالمعلومات والأخبار جعل المسرح مزدحماً بالمسرحيات التي لا تتوقف، وبالناس الذين لا يتوقفون عن المشاهدة للحظة لسؤال أنفسهم: لماذا أنا هنا؟