الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024
الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024

خليفة المسيرة.. والتمكين

عُمر التمكين الذي بدأ في هذا الوطن قبل ميلاده، اجتهد في حماية مكتسباته خليفة المسيرة – الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – طيب الله ثراه - منذ أن تسلم مقاليد الحكم عام 2004، حيث تجلت رؤيته الحكيمة -رحمه الله- في استراتيجية قائمة على فكر تنموي، سيراً على نهج الراحل الكبير – زايد بن سلطان - طيب الله ثراه، الذي يضع الإماراتي أولاً، والإمارات قائدة للمشهد التنموي في مختلف المجالات، فما الذي تحقق في عهده الكريم؟

التمكين السياسي هي الكلمة الذهبية في هذه الصفحة الناصعة، ففي عهد خليفة بن زايد تمّ تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي، رافعاً سقف التكليف في مواجهة متغيرات كثيرة، وحماية لأسس عظيمة قامت عليها دولة الاتحاد، فكانت الهوية الوطنية هي عنوان هذه المحطة، والشراكة السياسية هي عجلتها، والتطوير التشريعي أحد ملامحها الأساسية. أما اقتصادياً وتنافسياً، فقد قفز النمو سنوات ضوئية ليصل الناتج المحلي إلى أكثر من 1.49 تريليون درهم إماراتي بنهاية عام 2021، وتصدرت الإمارات قوائم مؤشرات التنافسية عربياً وعالمياً في مجالات مختلفة تمس جوانب تعليمية وتكنولوجية وأمنية.

وقد حفظت حكمته لنا إرثنا من العلاقات الخليجية والعربية والدولية، فولدت منظمات، ووقعت اتفاقيات، وفازت الإمارات بمقاعد وعضويات في مجالس مهمة مثل مجلس الأمن الدولي، وحقوق الإنسان، لتواصل الدولة مسيرتها الاستثنائية في تعميق الروابط وحماية المكتسبات وحفظ الأمن.

الإنسانية ليست طارئة على قيادة هذا الوطن بل هي جوهر نداؤه يُسمع القاصي والداني

هذه المسيرة الحافلة التي ترجّل فارسها تاركاً الوطن وأبناءه في حالة حزن وذهول، كانت أكبر من مجرد برنامج تنموي، فالإنسانية ليست طارئة على قيادة هذا الوطن، بل هي جوهر نداؤه يُسمع القاصي والداني، وقد كان الراحل خير من يحمل شعلة العطاء، فقد انتهج سياسات إنمائية وإغاثية داخل الدولة وخارجها، حتى أصبحت الإمارات المتصدر الأول بن قائمة الدول في حجم المساعدات المقدمة من طرف أكثر من 40 مؤسسة خيرية في الإمارات، إلى أكثر من 140 دولة وملايين المحتاجين للغذاء والدواء والمسكن والكساء، وربما كانت مؤسسة خليفة للأعمال الخيرية إحدى أفضل الأمثلة، حيث تركز استراتيجيتها منذ إطلاقها عام 2007 على تقديم المساعدات في مجالات التعليم والصحة في أكثر من 87 دولة.

رحم الله خليفة بن زايد، خير خلف لأبي الاتحاد ومؤسس دولته، وبارك الله في عمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – رعاه الله وحفظه- خير خلف لخير سلف، وألهمه الحكمة والنور وجزاه عنا خير جزاء، فهنيئاً للبلاد والعباد.