من الطبيعي أن يهتم الشارع المحلي بما يطرح على الشاشة في شهر رمضان الكريم، وأن تتجه البوصلة إلى المسلسلات الإماراتية باعتبار أنه من المفترض أن تكون لسان حال المجتمع، تطرح القضايا المحلية وتسلط الضوء عليها، وتحاول إيصال رسالة للمشاهد بأسلوب كوميدي أو تراجيدي.
شهدت الأيام الأخيرة جدلاً كبيراً حول المسلسلات المحلية، وحظيت مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة الأكبر في هذا الجدل ودارت نقاشات عن مضمون هذه المسلسلات وما تقدمه للجمهور، ودخل أحد الفنانين على الخط مدافعاً وملقياً اللوم على القنوات المحلية التي لا تهتم بالأعمال الإماراتية، وأن الممثل الإماراتي مظلوم ولا يتحمل المسؤولية عن ذلك، بل يعتبر ضحية يحتاج الوقوف في صفه بدلاً من تحميله مسؤولية ضعف المسلسلات المحلية.
بداية لنتفق أن إنتاج المسلسلات المحلية شحيح جداً على قنواتنا المحلية، ويتحمل ذلك عدد من مديري القنوات الفضائية الذين يقفون بالمرصاد لأغلب الأعمال باعتبار أنها أعمال لا تجذب المعلن ولا تقدم المردود المالي المطلوب، بينما على النقيض من ذلك تُفتح الأبواب لشركات الإنتاج غير المحلية، يقدمون لها أفضل العروض وأعلى الميزانيات، ليجد المنتج الإماراتي نفسه بين نار تقليص الميزانية واضطراره للاستعانة بأضعف الممثلين أو الجلوس دون عمل.
تعاني الدراما الإماراتية من أزمة نص واضحة واقتصار التأليف على شخصيات معدودة
أضف إلى ذلك تعاني الدراما الإماراتية من أزمة نص واضحة واقتصار التأليف على شخصيات معدودة، كما اتجه عدد من الممثلين إلى كتابة الأعمال التلفزيونية فظهرت ضعيفة في أغلب الأحيان وقائمة على التهريج والإسفاف، وإبراز شخصيات غير نمطية مثيرة للضحك والاشمئزاز في نفس الوقت بحركاتها وألفاظها وأشكالها المثيرة للجدل.
كان نتيجة غياب النص الكوميدي والتراجيدي الابتعاد عن قضايا الشأن المحلي، وعدم معايشة الواقع، والتركيز على قضايا هامشية، فخرجت عدد من المسلسلات دون هدف يذكر أو رسالة واضحة يستفيد منها المشاهد.
هناك مواهب مدفونة أو بالأحرى تحتاج إلى دعم ومساندة، هذه المواهب تفتقد للورشات المتخصصة في كتابة السيناريو والحوار، هنا يأتي دور وزارة الثقافة والشباب والهيئات الثقافية المحلية في عقد مثل هذه الورش والدورات، وبدون دعم واضح وحقيقي من القنوات الفضائية لإبراز هذه المواهب لن يكون هناك أي عمل درامي مميز يعبّر عن واقعنا ويومياتنا وقضايانا الهامة.
المواهب الإماراتية موجودة في الساحة، وكل ما تحتاجه الدعم والثقة والإيمان بها، بالطبع يد واحدة لا تصفق ولن تصفق طالما يوجد مسؤولون ومديرون يؤمنون بالمثل القائل: زامر الحي لا يطرب.