الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

أمة بلا أخلاق.. تسقط

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

إنما الأممُ الأخلاق ما بقيت

فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

كلما حلّ علينا الشهر الكريم باتت قنواتنا تتسابق وتتنافس بشكل غير طبيعي لعرض المسلسلات التي أضحت «قذرة»، مفسدة للأخلاق والقيم والتعاليم الدينية، وكأن مخرج المسلسل قد خطط ووضع له هدفاً بأن يكون سبباً لتدمير أخلاق المجتمع، من خلال تقديم سيناريوهات تمثيلية بوجوه ما يسمى بالممثلين والممثلات تحت شعار (من يفضح الحياء أكثر؟)!

ما وصلنا إليه من تدنٍ أخلاقي تحت اسم الفن في المسلسلات كارثة، بالقول: إن هذا هو الواقع.. لا ليس الواقع، من أين كان واقعاً ونحن لا نراه؟ إلا إذا كان خلف الستار الذي تلعبون خلفه.

فساد الأخلاق يبيد الأمم، فلا فائدة من أمة بلا أخلاق، يجلس خلف تلك الشاشة أبناؤنا وبناتنا ومجتمعنا المحافظ الذي يفكر في كيفية بناء نفسه علمياً وعملياً، لكن في الطرف الآخر تأتي بعض الأعمال الدرامية في شهر العبادات لتفسد له كل ذلك.

رمضان الشهر الذي يفترض أن تكثر فيه مراجعة النفس واللجوء إلى الله وصلة الأرحام وكثرة الإحسان، وتلك مجموعة من القيم والأخلاقيات هي أساس مجتمعنا، فمن أين جئتم لنا بمشاهد تتحدث عن رجل يقول لزوجته: ارتدي البكيني على يخت مع الأصدقاء؟!

أو التلفظ بتعابير وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقي إيحاءات جنسية، وكل ذلك يحتشد في الشهر الفضيل رمضان!

حوارات مليئة بالسوقية والدونية، بعيدة كل البعد عن مجتمعنا.. شتائم وسب ومشاهد في غرف النوم والحمام، ليس لها علاقة بسياق البناء الدرامي، ومع الأسف، تسيء للواقع العربي والخليجي.

لِنَقُلْها بصدق: هذا فساد أخلاقي تقف وراءه أدوات همّها تدمير المجتمع، مخرج وكاتب يعيش كل واحد منهما في بلاد «الواق واق» يعطيك حزمة من المال لتبيع أخلاقك وتفسد مجتمعك.

أنتم أيها المخرجون: لقد شوهتم ما ورثناه من ثقافة وأخلاق وقيم سلوكية أمام مجتمعات خارجية بدعوى الفن والواقع.. هذا واقع كاذب ومزيف، تُصدرونه لتتربحوا على حساب مجتمعات تحاولون هدمها.