الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

أنت كفو

ابتعدت منذ سنوات عن متابعة أغلب المسلسلات الرمضانية، وإن تابعتها فإنما ذلك على استحياء لا سيما أنها تدور في نفس الإطار وتقدم الابتذال دون أن تقدم أي جديد للمشاهد، وإن كان هناك جديد فهو بلا شك يتمثل في أحدث ما وصلت إليه تقليعات عمليات التجميل على الممثلات ومقدمات البرامج، وما زاد عليه في هذا العام انتقال عدوى التجميل إلى الممثلين الذين صرنا لا نعرف أحياناً إلى أي جنس ينتمون!

بدون مبالغة يبدو واضحاً أن الكفة في السنوات الأخيرة قد مالت بشكل كبير للبرامج الإنسانية الخارجة عن المألوف، لنأخذ على سبيل المثال برنامج «قلبي اطمأن» الذي واصل تفوقه على معظم البرامج للعام الخامس على التوالي، ليقدم لنا مثالاً رائعاً للعطاء وإسعاد الآخرين في مشارق الأرض ومغاربها، وليثبت دائماً أن شعار «الناس للناس» اسم على مسمى، ليس ذلك فقط بل يزرع في كل واحد منا الرغبة في أن يصبح مثل غيث مقدم البرنامج.

برنامج آخر أبدع القائمون عليه تحت اسم «أنت كفو»، تدور فكرة البرنامج على تكريم الأشخاص الذين تركوا بصمة في المجتمع من خلال أعمالهم الخيرية، وعطائهم وإبداعاتهم في المجالات الرياضية والمجتمعية والإنسانية.

نحتاج بين حين وآخر إلى برامج تحثنا بطريقة أو بأخرى على عمل الخير والتآزر الإنساني

يتفاجأ بطل الحلقة أو الشخص المحتفى به أثناء وجوده في مكان ما بلافتات تحمل اسمه وصورته مكتوب عليها «كفو»، ثم تتوالى المفاجآت تلو الأخرى بطريقة غير متوقعة ليلاحظ مدى تأثر البطل بما يدور من حوله إلى أن يتم تكريمه وسط أهله وأحبائه.

نحتاج بين حين وآخر إلى مثل هذه البرامج، التي تحثنا بطريقة أو بأخرى على عمل الخير والتآزر الإنساني، وتكريم من يستحق التكريم عن جدارة، وأن نسلط الضوء على من يعمل بجهد وتفانٍ وإبداع خلف الكواليس، مثل هذه البرامج تثير فينا التعاطف والرغبة في العطاء وفي أن يكون كل واحد منا في يوم ما في محل ضيوف هذا البرنامج.

إعلامنا المحلي يحتاج للتفكير خارج الصندوق لإنتاج برامج مشابهة لبرنامج أنت كفو، هناك طرق مختلفة لتكريم المبدعين، وهناك وسائل كثيرة يمكنها أن تدخل السرور في قلوب الضيوف وفي قلوبنا لنعرفهم عن قرب ونستمع إلى قصصهم وبطولاتهم، ويا ترى لو فكرنا فيمن يستحق هذا اللقب في دولة الإمارات سنكتشف أن الكثير من أبناء هذا الوطن يمكن أن نقول لهم «أنت كفو».