يحتفل العالم بـ«اليوم العالمي للمرأة» مؤكداً إنجازات وطموحات المرأة التي لا حدّ لها.
وفي يوم من هذا النوع تختلط مشاعر العرفان والتقدير بمشاعر التحدي والإصرار، في مرحلة فارقة من عمر الزمن، ونحن نودع هذا الوباء العالمي.
أثبتت المرأة فعاليتها وإمكاناتها خاصة في المجال الصحي، لا سيما أن تاريخ البشريَّة مع الأوبئة مرعب ومروع، فالأوبئة تسببت في انهيار المجتمعات ودول على مدار التاريخ الإنساني، والمرأة الإماراتية استطاعت أن تحقق النجاح وتتفوق على نفسها، بتجاوزها للمحنة، ولم تنجح الجائحة الحالية على قسوتها، على وقف مسيرتها.
ليس ثمة شك في أن الانخراط في معركة التحدي والإنجاز يستدعي إيقاظ الهمم وكل طاقات المجتمع وتفعيلها، ولهذا فإن المعركة ضدَّ الأوبئة أو السيطرة عليها والوقاية منها لا يمكن أن ينجح إلا بكفاح أنثى وصلابة امرأة عظيمة، وأن هذه المعجزة لا تأتي من مقدرة جسمانيَّة، بل تأتي من إرادة استثنائية، وعزيمة لا تثنيها الصعاب، لتتحوَّل إلى طاقة فعل هائلة.
الصفات القيادية للمرأة تظهر بجلاء في أوقات صعبة سواء في قصص نجاح، أو مسيرة إبداع مستمرة، ولا فرصة لمجتمعاتنا في تحقيق القفزة الكبرى التي نتطلع إليها إلا بقيام المرأة بدورها الاستثنائي لتتولى دورها في كتابة مستقبلنا.
الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة يكون باستغلال الفرص الحقيقية، والاحتفاء بإنجازاتها بدءاً من إطلاق العنان لطاقاتها الكامنة والتألق، خصوصاً بعدما أكدت المرأة العربية وخاصة الإماراتية قدرتها على التميز في الجامعات والمختبرات وفي عالمي المال والأعمال وقدرتها على الريادة في مجالات الإعلام والتصميم وصناعة الرفاهية والجمال والرياضة وغيرها.
ما تحقق في دولتنا للمرأة من استقرار مجتمعي يؤكد نجاحها الجاد في المنافسة المفتوحة والمشروعة بين الدول والمجتمعات والثقافات.
المرأة الإماراتية مسيرتها حافلة بالإنجازات والنجاحات، وتمكنت من حمل راية الإبداع والتفوق في جميع القطاعات، وكانت شريكاً حقيقياً فاعلاً في برامج وخطط التنمية المستدامة في الخمسين عاماً المقبلة من عمر دولتنا.
في اليوم المرأة العالمي تحتفي دولة الإمارات بخمسين عاماً من إنجازات المرأة الإماراتية، وتعد لخمسين عاماً عنوانها شراكة كاملة للمرأة والرجل، والوصول بهما إلى المراكز الأولى عالمياً بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
ولهذا نستقبل «يوم المرأة العالمي» بعدد استثنائي من نسائنا الملهمات البارعات في كل الميادين الحيوية، حيث أُلقيت على عاتقها مهمة صناعة واستشراف المستقبل بكل تجلياته وحضوره، وريادتها أصبحت حقيقةً تدعمها البيانات وترصدها الأرقام، وباستطاعة مجتمعاتنا أن تحلق طبيعياً بجناحيها.