الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

المتحف.. من المفروض أنه يتحدث عن الماضي!

بعض الدول لا تزال تخطط لعام 2030 وتحدياته، والبعض الآخر لا يزال يعاني من تحديات كورونا وماذا يفعل بها، وحكومة دولة الإمارات- بحمد الله- تجاوزت هذه المرحلة، وأصبحت تعمل على آليات تنفيذ خطط 2071 للخمسين عام المقبلة، خاصة أن جينات التحدي موجودة في الدولة، ولن تتوقف.

لقد أصبح الطموح أكبر في ظل وجود «متحف» من المفروض أنه يتحدث عن الماضي، ولكن لأنك على أرض الإمارات، فلا بد من أن تكون الأمور مختلفة، فتم افتتاح متحف، وإنما يتحدث عن المستقبل، وكأن الإمارات تقول: «المستقبل عند البعض مجرد ماضٍ في نظر الإمارات».

في دولة أصبحت رسمياً معتمدة كنموذج لدولة المستقبل، وأصبح عام 2071 برنامج عمل حكومياً شاملاً يسعى الجميع لوضع خطط تنفيذ الخطة الجديدة، وضمان تنويع الموارد الاقتصادية، والاستثمار في المستقبل من خلال التعليم بشكل أكبر، والتركيز على التكنولوجيا المتقدمة.

لقد أصبح الطموح أكبر في ظل وجود «متحف» من المفروض أنه يتحدث عن الماضي!

إن دولة الإمارات تعمل على إعادة صياغة قطاع التعليم، لضمان أن يحصل الشباب الإماراتيون على المهارات التي تؤهله لقيادة المستقبل، وأتذكر في زيارة لي لكوريا الجنوبية وكيف أنهم يسابقون الزمن ويوجهون كافة مواردهم للتخطيط للمستقبل، حيث ذكر أحد المخططين في كوريا بأنهم الآن يتصدرون العالم في المنتجات الإلكترونية وبناء السفن العملاقة والسيارات وغيرها، ولكن توقعاتهم وأبحاثهم تقول إن كل ذلك سوف ينتهي أو يتغير خلال 30 عاماً المقبلة، لذلك فهم يجهزون الأجيال القادمة، ليكونوا مستعدين بمؤهلات تتناسب مع وظائف المستقبل للاستمرار في تصدر الأسواق العالمية بالمنتجات واليد العاملة الكورية الماهرة.

لهذا فإن من الأهمية بمكان أن يلبي النظام التعليمي لدينا متطلبات المستقبل، إذ وجهت القيادة بأن يتم تدريس مواد البرمجة في كل مراحل التعليم في الدولة، حتى يملك كل طالب ينهي دراسته الثانوية مهارات البرمجة، ليصبح جاهزاً لوظائف المستقبل.

لقد أصبحت الإمارات نموذجاً يُحتذى للدول الشقيقة لخلع رداء التخلف وعدم التحجج بقلة الموارد أو الزيادة السكانية فلا مجال للأعذار بعد تحقق المستحيل على أرض الإمارات من مجموعة مناطق صحراوية متفرقة إلى دولة سياحية واقتصادية من الدرجة الأولى، واعتمادها على الاقتصاد غير النفطي سوف يصل إلى 80% في عام 2025.

هذا الأمر يتطلب مساهمة أولياء الأمور باهتمامهم بما يجب أن يتعلمه أبناؤهم، ويشجعهم على تطوير قدراتهم العقلية والبدنية، ولن تعود اللغة الأجنبية هي المحك، بل الرياضيات والبرمجة هي أساسيات لغة العصر المقبل.

إن الآباء أسسوا هذا الوطن الذي ننعم فيه بالرفاهية، والواجب علينا أن نسير على خطاهم لتأسيس المستقبل لأبنائنا وأحفادنا، لتعلم التكنولوجيا والبرمجيات، فهي مفتاح المستقبل.