الكثير منهم، حينما لا يعرف كيف يدير شؤونه العائلية الجديدة، ولا يدري كيف ينظم نفقاته الشهرية دون الشعور بالضغط أو التقصير تجاه الشريك، وخاصة، حينما لا يُغير من سلوكه في إدارة نفقاته، فأقصر طريق للحل لديه هو الهروب، لذلك نجد الكثير من الأزواج انزلقوا في علاقات عاطفية وهم تحت مظلة الزوجية، وكأنهم بذلك يسترّدون «عزوبيتهم»؛ يشبعون جانبهم العاطفي بدون ضغوطات، أو واجبات، أو التزامات مالية كما هو الحال في مؤسسة الزواج، التي يجهل الكثير منهم شروط استقرارها وقواعد بنائها!
الأمر الذي يدمي القلب حقيقة، أنهم يطلّقون بكل استسهال، بمعنى «بلا وجع قلب»، كلٌ يدير ظهره للآخر وكأن لم تجمعهما مشاعر دافئة يوماً ما، والكثير منهم يناصبون بعضهم بعضاً العداء، لنتساءل: أين ذهب الحب، أين المودة والرحمة، أو أين المروءة؟!
الذي اعتاد على الهروب والاستسلام عند كل مشكلة تواجهه في حياته، ليس جديراً بأن يتحمل مسؤولية شريك وأبناء، أو مؤسسة زوجية
لذلك، على الذي يفكر في الارتباط يجب أن يُدرك ويعي تماماً، بأن تلك المؤسسة لها شروط قد لا تتفق مع شروط ومزاج ووضعية ما قبل الزواج، أن يكون جاداً في قراره، ويتحمل تبعاته بكل مسؤولية، ويتخلى طوعاً عمّا لا ينسجم مع شروط تلك المؤسسة أو يفسدها!
فحينما يتمتع الزوجان برغبة مؤكدة للعيش معاً، ويملكان وعياً يمكنهما من إدارة حياتهما المشتركة، ويعي كل منهما حقوقهما وواجباتهما تجاه بعضهما البعض، ويملكان الذكاء العاطفي لحماية كيانهما وكيفية توجيه دفته لشواطئ السعادة والأمان، فمن الصعب زعزعته أو انهياره، لطالما كانا حريصين على الدفاع عن كيانهما المشترك مهما عصفت بهما الحياة من متاعب وتحديات، لأنهما قررا أن يواجهانها معاً، ويقدمان التضحيات لأجل الحفاظ على كيانهم الأسري.
الذي اعتاد الهروب والاستسلام عند كل مشكلة تواجهه في حياته، ليس جديراً بأن يتحمل مسؤولية شريك وأبناء، أو مؤسسة زوجية لا تقوم إلاّ على المصداقية والشعور بالمسؤولية وحسن التدبير والاحترام المتبادل!.
لذا، كل من لديه نيّة للارتباط، عليه أن يصارح نفسه بسؤال واحد، فقط، وهو: هل أنا كفؤ بما يؤهلني لأن أتحمل مسؤولية هذا القرار وتبعات هذه المؤسسة بكل شجاعة ومسؤولية كاملتين؟!