الاحد - 22 ديسمبر 2024
الاحد - 22 ديسمبر 2024

إنهم أذكياء.. فكن أذكى

نعتقد أنه عندما نذهب للتسوق في السوبر ماركت، بأننا نتحرك بحرية، لكن الأمر ليس كذلك، فهناك من يقودنا إلى حيث يريد هو، وهنا يكمن السبب في أننا نشتري حاجيات لم تكن بين أولوياتنا وترتيباتنا، أو في قائمة مشترياتنا، وللتوضيح دعونا نراقب أحد المتسوقين.
يريد هذا المتسوق أن يشتري «دجاجاً، خبزاً، حليباً» مثلا، وبصحبته ابنه الصغير، ولأنه في العادة تكون اللوازم الأساسية في عمق السوبر ماركت، أي في أبعد مسافة من مكان دفع الحساب، فقد اضطُرَّ للسير طويلاً عبر الممرات، فاستوقفه ابنه عندما وقعت عينه في الأرفف السفلية؛ على قرطاسية من أقلام وألوان وأدوات تشبه شخصيات الرسوم، فوضعها في السلة، وفي مكان آخر لفت انتباهه أشكال وأنواع من بسكويتات الصباح، فوجد أن شراءها يؤمّن له ولأسرته إفطاراً خفيفاً للتنويع، فاختار بعضاً منها ووضعه في السلة، وفي ممر آخر وقعت عين طفله على ألعاب جديدة لم يصادفها من قبل، فطلب من والده واحدة، فوافق ووضعها في السلة، وظلوا على هذا المنوال حتى وصلوا لقسم الدجاج، والخبز، والحليب، فاشترى حاجته، وعاد راجعاً لدفع الحساب، لكنه وجد طابوراً فانتظر، وفي الأثناء طلب طفله حلوى، فأنواع عديدة منها موجودة قريباً، حيث يجلس الموظف الذي يحاسب على المشتريات، والأب أيضاً انتهزها فرصة لشراء بطاقة شحن الهاتف، كما اختار عطراً خفيفاً لتفرح به زوجته، ولتسامحه على شراء حاجيات ليست ضرورية.
الحاجيات في السوبر ماركت موضوعة بطريقة مدروسة، فعلى مستوى الصغار توضع مغريات لهم، وتوجد الأساسيات في عمق المكان، ليجبروك على المرور بجميع الأقسام وبذلك فإنهم يقودونك لشراء المزيد.. إنهم أذكياء، فحاول أن تكون أذكى!