2021-10-11
على الرغم من الصعوبات التاريخية والثقافية والسياسية، فإن للرواية العربية ذاكرة حية تستحق الاهتمام النقدي والبحث الجاد. فقد استطاعت، ليس فقط أن تستدرج الجنس الغربي في مكوناته المعروفة، ولكن أيضاً أن تطوره وتوطّنه بحيث أصبح يستوعب المجتمع، والتاريخ العربيين، بدون تنافر كبير. أصبح فيها بعد أن كانت فيه، حتى ولو فرض ذلك كله نقاشاً جديداً. لم يعد جنساً غريباً بشكل مطلق، وأصبح من الصعب الحديث فقط عن جنس وافد بدون إدراج التحولات البنيوية العميقة التي غيرت، جزئياً أو كلياً، عمقه. فمنظوماته التكوينية أدرجت، في الكثير من نماذجها، الميراث القصصي العربي الشبيه بالميراث العالمي في عمومه، على الرغم من عمليات البتر الذاتي التي تمت تاريخياً، وتعرض لها ذلك الميراث لأنه ظل رهين الفترة الكولونيالية وما بعد الكولونيالية، وحمل بعض سمات الأولى على الرغم من رفضه الثقافي والنظري لها.
الاختلالات البنيوية في هذا الموضوع تحديداً ستظهر لاحقاً بشكل واضح، عندما حاول الجنس الروائي أن يجد له تاريخاً يتكّئ عليه، على الرغم من أن الآخر الذي كان بعيداً ومفصولاً، وربما عدواً أيضاً، أصبح في فترة ما بعد الكولونيالية، جزئياً في الأنا، ومحركاً إيجابياً لها، ومتأثراً بها، من خلال بعض ما أنجز من روايات وفنون تمت تحت هذا السقف، وهو ما أطلق عليه مصطلح الخلاسية أو التهجين Hybridité مصدر ذلك، هو أن كوكبة من المثقفين من بلدان أفريقيا وجزر الكاريبي، أو تلك التي تعرضت لاستعمارات زمنية طويلة، الذين قبلوا بفكرة التهجين، لا يشعرون مطلقاً بضرورة نقد التاريخ الثقافي الاستعماري، ولا يرفضون المسألة التهجينية ويعتبرونها محصلة تاريخية إيجابية يجب الاهتمام بها، والاحتفاء بها كغنى وليس كمعطل ثقافي في التهجين الأدبي.
لنا في «ألف ليلة وليلة» نموذجاً حياً في هذا الميراث الذي فرض نفسه على الآخر حتى أصبح مكوناً من مكونات سرديته ومخيالها. يكفي أن نذكر في هذا السياق «دون كيخوتي» لميغيل سرفانتس، و«في البحث عن الزمن الضائع» لمارسيل بروست، و«الليلة الثانية بعد الألف» لتيوفيل غوتييه، و«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز، وجورجي أمادو وغيرهم من الذين نقلوا الذاكرة العربية والإسلامية التي بترناها من ذاكرتنا السردية بفعل قسري مسبق وديني باتجاه ثقافاتهم ووجدان شعوبهم، لدرجة أن شكّل هذا النص واحدة من أجمل اللحظات الإنسانية التي يؤثر فيها الضعيف، في القوي من خلال نماذجه الأكثر شيوعاً وتأصلاً.
الاختلالات البنيوية في هذا الموضوع تحديداً ستظهر لاحقاً بشكل واضح، عندما حاول الجنس الروائي أن يجد له تاريخاً يتكّئ عليه، على الرغم من أن الآخر الذي كان بعيداً ومفصولاً، وربما عدواً أيضاً، أصبح في فترة ما بعد الكولونيالية، جزئياً في الأنا، ومحركاً إيجابياً لها، ومتأثراً بها، من خلال بعض ما أنجز من روايات وفنون تمت تحت هذا السقف، وهو ما أطلق عليه مصطلح الخلاسية أو التهجين Hybridité مصدر ذلك، هو أن كوكبة من المثقفين من بلدان أفريقيا وجزر الكاريبي، أو تلك التي تعرضت لاستعمارات زمنية طويلة، الذين قبلوا بفكرة التهجين، لا يشعرون مطلقاً بضرورة نقد التاريخ الثقافي الاستعماري، ولا يرفضون المسألة التهجينية ويعتبرونها محصلة تاريخية إيجابية يجب الاهتمام بها، والاحتفاء بها كغنى وليس كمعطل ثقافي في التهجين الأدبي.
لنا في «ألف ليلة وليلة» نموذجاً حياً في هذا الميراث الذي فرض نفسه على الآخر حتى أصبح مكوناً من مكونات سرديته ومخيالها. يكفي أن نذكر في هذا السياق «دون كيخوتي» لميغيل سرفانتس، و«في البحث عن الزمن الضائع» لمارسيل بروست، و«الليلة الثانية بعد الألف» لتيوفيل غوتييه، و«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز، وجورجي أمادو وغيرهم من الذين نقلوا الذاكرة العربية والإسلامية التي بترناها من ذاكرتنا السردية بفعل قسري مسبق وديني باتجاه ثقافاتهم ووجدان شعوبهم، لدرجة أن شكّل هذا النص واحدة من أجمل اللحظات الإنسانية التي يؤثر فيها الضعيف، في القوي من خلال نماذجه الأكثر شيوعاً وتأصلاً.