2021-09-28
لا تظهر الديكتاتورية الثقافية بشكل جلي، فهي مخفية تحت أغلفة كثيرة، يلعب فيها العاداتي والتقاليدي والمعتقدي والديني والأيديولوجي دوراً حاسماً.
هناك ذكورية مخفية لا تظهر بشكل مباشر، إذ لا يرفض حكم في جائزة أدبية، امرأة فقط لأنها امرأة ويحرمها من الفوز، ولكنه يلتجئ إلى حلول أخرى أكثر فاعلية وأقل تمظهراً، فيقدم على تأويل أنوثة «النص النسوي» تأويلاً «أخلاقياً»، يضعه مثار اهتمام وجدل، وتصبح الجرأة الأدبية والموضوعاتية نقيصة يجب أن تحارب، بحيث توضع في دائرة التهمة الأخلاقية وإشاعة الفساد المجتمعي والتعدي على الثوابت، مع أن الأمر غير ذلك.
تأويل مرضي لنص كُتب ليُمتع قارئه، ويقوده نحو الحلم والسير به في دروب الحب وفتح الأعين على إمكانات جديدة للعيش غير تلك المفروضة عليه وكأنها قدر لا يمكن الفكاك منه، والمفترض في مثل هذه الحالات اعتماد القيم الفنية كمرجع أساسي.
أكبر مضرة للنص الأدبي هو التقويم الأخلاقي أو السياسي على حساب الفني. النص الناجح هو النص الذي يحول كل معطيات الحياة الفجة والمباشرة إلى قيم فنية تبقى في القلب والذاكرة حتى في حالات الاختلاف.
حدث هذا في إحدى الجلسات حيث تم التعامل مع كاتبة شابة ذات ثقافة أدبية وفنية واسعة، حول موضوع البغاء والدعارة، بطريقة مأساوية وتم تحميل الأسرة والمجتمع معاً مسؤولية ما حدث، وهي دعوة لإعادة النظر في الأحكام الجاهزة والسهلة.
كان رد كثير من الأعضاء أن «هذا غير موجود في مجتمعاتنا»، فكان أن ردت زميلة كانت في اللجنة: «هذا يعني أنكم لا تعرفون مجتمعاتكم»، هل تعني الكتابة عن ذلك أن الكاتبة مع هذا المرض المجتمعي المهين للمرأة والرجل معاً؟ على العكس من ذلك، فقد كانت رؤية الكاتبة واضحة ومناهضة لهذه الممارسة. لقد اعتمدت على اليوميات السرية لعاهرة تبين من خلالها المأساة الحقيقة لامرأة من هذا النوع، وما لحق بها من تدمير داخلي وأسري وانهيار أخلاقي وصحي في النهاية.
المرجع الكبير لجزء من أعضاء اللجنة، كان همسهم: «ماذا سيقول الآخرون عن الجائزة وعنا؟ سلمت جائزة كبيرة لامرأة إباحية؟»، مع أنه لا وجود للإباحية في النص مطلقاً.
والسؤال الذي لا يمكن تفاديه، كيف سيكون التقييم لو كان الكاتب رجلاً؟ هل سيخضع للمسطرة ذاتها، وبالحدة نفسها؟ كيف نسمي هذا سوى دكتاتورية الذكورة المقيتة؟!
هناك ذكورية مخفية لا تظهر بشكل مباشر، إذ لا يرفض حكم في جائزة أدبية، امرأة فقط لأنها امرأة ويحرمها من الفوز، ولكنه يلتجئ إلى حلول أخرى أكثر فاعلية وأقل تمظهراً، فيقدم على تأويل أنوثة «النص النسوي» تأويلاً «أخلاقياً»، يضعه مثار اهتمام وجدل، وتصبح الجرأة الأدبية والموضوعاتية نقيصة يجب أن تحارب، بحيث توضع في دائرة التهمة الأخلاقية وإشاعة الفساد المجتمعي والتعدي على الثوابت، مع أن الأمر غير ذلك.
تأويل مرضي لنص كُتب ليُمتع قارئه، ويقوده نحو الحلم والسير به في دروب الحب وفتح الأعين على إمكانات جديدة للعيش غير تلك المفروضة عليه وكأنها قدر لا يمكن الفكاك منه، والمفترض في مثل هذه الحالات اعتماد القيم الفنية كمرجع أساسي.
أكبر مضرة للنص الأدبي هو التقويم الأخلاقي أو السياسي على حساب الفني. النص الناجح هو النص الذي يحول كل معطيات الحياة الفجة والمباشرة إلى قيم فنية تبقى في القلب والذاكرة حتى في حالات الاختلاف.
حدث هذا في إحدى الجلسات حيث تم التعامل مع كاتبة شابة ذات ثقافة أدبية وفنية واسعة، حول موضوع البغاء والدعارة، بطريقة مأساوية وتم تحميل الأسرة والمجتمع معاً مسؤولية ما حدث، وهي دعوة لإعادة النظر في الأحكام الجاهزة والسهلة.
كان رد كثير من الأعضاء أن «هذا غير موجود في مجتمعاتنا»، فكان أن ردت زميلة كانت في اللجنة: «هذا يعني أنكم لا تعرفون مجتمعاتكم»، هل تعني الكتابة عن ذلك أن الكاتبة مع هذا المرض المجتمعي المهين للمرأة والرجل معاً؟ على العكس من ذلك، فقد كانت رؤية الكاتبة واضحة ومناهضة لهذه الممارسة. لقد اعتمدت على اليوميات السرية لعاهرة تبين من خلالها المأساة الحقيقة لامرأة من هذا النوع، وما لحق بها من تدمير داخلي وأسري وانهيار أخلاقي وصحي في النهاية.
المرجع الكبير لجزء من أعضاء اللجنة، كان همسهم: «ماذا سيقول الآخرون عن الجائزة وعنا؟ سلمت جائزة كبيرة لامرأة إباحية؟»، مع أنه لا وجود للإباحية في النص مطلقاً.
والسؤال الذي لا يمكن تفاديه، كيف سيكون التقييم لو كان الكاتب رجلاً؟ هل سيخضع للمسطرة ذاتها، وبالحدة نفسها؟ كيف نسمي هذا سوى دكتاتورية الذكورة المقيتة؟!