2021-09-13
اختفت تماماً الفروق الفردية بين البشر، واختفى التمايز بين الدول والمناطق في الدولة الواحدة، وأصبح الناس مع انتشار منصات السوشيال ميديا، نسخاً مكررة من كتاب واحد، ففي مصر مثلاً، كنا نقول إن هناك سمات واضحة لأهل الصعيد أو الجنوب تختلف عن سمات أهل الدلتا أو المحافظات الساحلية أو المناطق البدوية مثل مطروح وسيناء، وعلى مستوى الدول العربية كنا نتحدث عن سمات أهل الخليج وأهل الشام وأهل المغرب العربي وأهل وادي النيل، والآن لم يعد هذا الحديث موجوداً، ويمكن أن نقول إن الوحدة العربية التي حلمنا بها وسعينا عبثاً إلى تحقيقها قد تحققت فعلاً بين الشعوب، وصارت وحدة غير مرغوبة بشكل مطلق، فالأداء غير المنضبط ذاته بفعل انتشار وسائل التواصل التي أسميها وسائل التفاصل، واللامبالاة ذاتها وعدم الاكتراث بالقيم العامة، والفهم الخاطئ لحرية التعبير نفسه، وانتهاك الحرمات ذاته، والسباق المحموم على ما يسمونه ركوب «الترند» نفسه، ولو أدى ذلك إلى تدمير القيم والفضائل!
وأدى هذا الانتشار السرطاني إلى أن يسجن المرء داخل ذاته فلا يرى خارجها شيئاً ولا يسمع غير صوت نفسه تماماً مثل الذي يلقي القمامة في الشارع العام، والمهم عنده أنه ألقاها بعيداً عن بيته وكل أو جل الكتابات على «التواصل» ليست سوى قمامة يلقيها أصحابها في وجوهنا، ولا تعنيهم النتائج ويتسابق المعلقون على هذه القمامة بالمدح والثناء على المبدع المتألق!
كما صار الناس بفعل السوشيال ميديا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ولا أحد ينكر المنكر.. وضاعت صيحات الإصلاح وسط ضوضاء القبح والفحش والتجاوز ولم نعد نصدق أحداً عندما راجت سلع السوء في كل سوق!
وسلع السوء لا حصر لها وكلها سلع رديئة ومع ذلك فهي رائجة وعليها إقبال كبير، ولا أحد معني بجودة ما ينتج وما يسطر من حروف على مواقع التواصل أو حتى في الصحف، وكل يرى أنه حر فيما يقول ويكتب، وذلك هو الفهم الكارثي للحرية فنحن نفهم الحرية على أنها حرية الخطأ والتجاوز والخروج على النص القيمي والأخلاقي، ولم أسمع أحداً يقول أنا حر أو أنا حرة إلا وتأكدت أنه أخطأ وتجاوز أو يعتزم ذلك، وهذه الحرية المنفلتة تحظى بالرواج، وهكذا راج السوء في كل سوق بإقبال ومتابعة كبيرين، أما الموضوعية فهي لا تحظى باهتمام الناس ويقال: «إن الكذب بياع ورائج».. وأما الصدق فكاسد!
وأدى هذا الانتشار السرطاني إلى أن يسجن المرء داخل ذاته فلا يرى خارجها شيئاً ولا يسمع غير صوت نفسه تماماً مثل الذي يلقي القمامة في الشارع العام، والمهم عنده أنه ألقاها بعيداً عن بيته وكل أو جل الكتابات على «التواصل» ليست سوى قمامة يلقيها أصحابها في وجوهنا، ولا تعنيهم النتائج ويتسابق المعلقون على هذه القمامة بالمدح والثناء على المبدع المتألق!
كما صار الناس بفعل السوشيال ميديا يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ولا أحد ينكر المنكر.. وضاعت صيحات الإصلاح وسط ضوضاء القبح والفحش والتجاوز ولم نعد نصدق أحداً عندما راجت سلع السوء في كل سوق!
وسلع السوء لا حصر لها وكلها سلع رديئة ومع ذلك فهي رائجة وعليها إقبال كبير، ولا أحد معني بجودة ما ينتج وما يسطر من حروف على مواقع التواصل أو حتى في الصحف، وكل يرى أنه حر فيما يقول ويكتب، وذلك هو الفهم الكارثي للحرية فنحن نفهم الحرية على أنها حرية الخطأ والتجاوز والخروج على النص القيمي والأخلاقي، ولم أسمع أحداً يقول أنا حر أو أنا حرة إلا وتأكدت أنه أخطأ وتجاوز أو يعتزم ذلك، وهذه الحرية المنفلتة تحظى بالرواج، وهكذا راج السوء في كل سوق بإقبال ومتابعة كبيرين، أما الموضوعية فهي لا تحظى باهتمام الناس ويقال: «إن الكذب بياع ورائج».. وأما الصدق فكاسد!