الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

«عين» عمان الرقمية

لقد اهتمت الدول منذ بداية الألفية بالمحتوى الثقافي وتوفيره رقمياً، فتحوُّل المجتمعات نحو مجتمع البيانات والمعرفة دفعها إلى توفير المعلومات وإتاحتها رقمياً عبر مجموعة من الوسائل سواء أكانت منصات، أو مواقع أو منتديات إلكترونية، وبأشكال رقمية متنوعة مرئية أو سمعية تتناسب مع تحولات التنمية الرقمية من ناحية، وآفاق الدول ورؤاها المستقبلية من ناحية أخرى.

ولهذا فقد اعتنت سلطنة عُمان بالمحتوى الرقمي الخاص بثقافة الدولة وحضارتها، بما يُعزِّز التحولات التكنولوجية والتطورات التقنية، ويُسهم في تسويق السلطنة عربياً وعالمياً، فالمحتوى الرقمي يُسهم إسهاماً مباشراً، في تعزيز التنمية من خلال دعم الإبداع والابتكار في المجالات التقنية، وإثراء الفكر الثقافي، إضافة إلى دوره في فتح آفاق الفرص الاستثمارية والاقتصادية على المستوى الوطني.

ولأهمية المحتوى الرقمي الثقافي، قدمت السلطنة العديد من المبادرات التي أسهمت في إثراء مواد المحتوى، منها ما تقدمه منصات المؤسسات الثقافية في رقمنة المصادر والمراجع والوثائق والمخطوطات وغيرها، والمبادرات التي تقدمها المكتبات مثل مكتبة الندوة ومكتبة ذاكرة عُمان وغيرها، إضافة إلى دور جمعيات المجتمع المدني، والمبادرات الفردية التي تهدف إلى توثيق التراث الثقافي العماني، والإبداع الرقمي.


وتأتي منصة (عين) التي أطلقتها وزارة الإعلام في السلطنة في الفاتح من سبتمبر الجاري، من بين أهم تلك المبادرات المواكبة للتحولات الرقمية في السلطنة من ناحية والتوجهات العالمية في مجتمع المعرفة من ناحية أخرى، ذلك لأن المنصة تتأسس على مبادئ الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى الثقافي، حيث تقدم المنصة محتوى سمعياً ومرئياً لما «يزيد على عشرة آلاف مادة إعلامية لمختلف القنوات الإذاعية والتلفزيونية التابعة للوزارة»، بحسب خبر التدشين، وهي مواد مؤرشفة ومصنفة بطرائق تقنية مُيسّرة.


إن منصة (عين) تعتمد على مبدأ (التفاعلية) في تعزيز المحتوى الرقمي الإلكتروني العماني وبالتالي العربي، ما يعكس قدرة هذه المنصة على تمكين التنمية الرقمية في السلطنة، بما تتميز به من اعتمادها التقنيات الذكية مثل (تقنية الواقع الافتراضي VR 360)، إضافة إلى دورها في تسويق المعرفة الثقافية والعلمية، فهي لا تخدم المتابع العام وحسب بل أيضاً المثقفين والباحثين، بما تتيحه من مواد تاريخية مؤرشفة لما قدمته الإذاعة والتلفزيون العمانيين منذ إنشائهما، وإحصاءات وتقارير عن المحتوى، الأمر الذي يوفر المواد للمتخصصين، خاصة في المجالات الإعلامية والإنسانية. إنها (عين) عُمان الرقمية التي تنطلق نحو عالم المعرفة.