2021-08-29
لم يكن الإنتاج الأدبي والنقدي، هو فقط ما شكل شخصية طه حسين في التاريخ الحضاري المصري والعربي، بل كذلك المعارك الفكرية والإنجازات الملموسة على صعيد الثقافة والأدب.. واحدة من هذه الإنجازات دوره الرئيسي في فرض مجانية التعليم في مصر.
أثّرت نشأة طه حسين في أسرة شبه فقيرة، ثم نبوغه الذي أوصله للدراسة في فرنسا في تشكل قناعته بأن التعليم يجب أن يكون حقاً للجميع دون تمييز، وصارت عبارته: «التعليم حق للجميع كالماء والهواء»، واحدة من المقولات الحقوقية التي بنيت عليها الخطط التنموية في مصر والعالم العربي.
بدأ مشروع طه حسين لتأسيس مجانية التعليم في مصر حين تشكلت آخر حكومة للوفد في العهد الملكي عام 1950م، وقد عبّر طه حسين لمصطفى النحاس رئيس الحكومة عن تردده في قبول وزارة المعارف (التربية والتعليم)، بسبب سوء علاقته بالقصر، ولتجاوز طموحاته الميزانية المحدودة للتعليم، وقد تعهّد النحاس باشا لطه حسين بأن بتمسك بتوليه الوزارة أمام الملك، وأن يدعم مشاريعه بالميزانية المناسبة، وكان إعلان مجانيَّة التعليم حتى المرحلة الثانوية مفاجأة للجميع، بمن فيهم الملك، في حفل افتتاح جامعة الإسكندرية.
لم يستمر طه حسين في الوزارة أكثر من سنتين، حيث سقط العهد الملكي، لكن الرئيس جمال عبدالناصر استمر في ترسيخ ما بدأه طه حسين من مجانية التعليم بتضمين مادة رئيسية في الدستور تنص على أن التعليم «حق للمصريين جميعاً تكفله الدولة.. وهو في مراحله المختلفة في مدارس الدولة وجامعاتها بالمجان»، وبذلك توجت مجانية التعليم في مصر في عهد عبدالناصر بإعلان مجانية التعليم الجامعي، وهي الغاية التي مُنع طه حسين من تحقيقها فترة توليه الوزارة، بذريعة الخوف من نشر الشيوعية في مصر!
وفي تسجيل مصور نقل طه حسين حديثاً دار بين الأمير محمد علي ومصطفى النحاس، إذ قال الأمير محمد: إذا تعلم الناس جميعاً كما يريد طه حسين، فمن سيخدمنا في بيوتنا؟ فأجابه النحاس: إن العاملين في خدمة الفنادق في أوروبا متعلمون، فالتعليم لا يتنافى مع مبدأ الخدمة، فاقتنع الأمير محمد.
التعليم هو الأداة الناجعة لتجسير الفوارق بين الطبقات، ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفئات المسحوقة والمهمشة، والتحدي الجديد أمام التعليم بعد المجانية هو تكافؤ فرص جودة التعليم بين الحكومي والخاص الذي يقدم برامج تعليمية أكثر حداثة وتقدماً.. فهل يستطيع التعليم الحكومي المجاني في الوطن العربي الصمود ومنافسة جودة بعض مدارس التعليم الخاص ذات الإمكانات الكبيرة والبرامج التعليمية النوعية؟
أثّرت نشأة طه حسين في أسرة شبه فقيرة، ثم نبوغه الذي أوصله للدراسة في فرنسا في تشكل قناعته بأن التعليم يجب أن يكون حقاً للجميع دون تمييز، وصارت عبارته: «التعليم حق للجميع كالماء والهواء»، واحدة من المقولات الحقوقية التي بنيت عليها الخطط التنموية في مصر والعالم العربي.
بدأ مشروع طه حسين لتأسيس مجانية التعليم في مصر حين تشكلت آخر حكومة للوفد في العهد الملكي عام 1950م، وقد عبّر طه حسين لمصطفى النحاس رئيس الحكومة عن تردده في قبول وزارة المعارف (التربية والتعليم)، بسبب سوء علاقته بالقصر، ولتجاوز طموحاته الميزانية المحدودة للتعليم، وقد تعهّد النحاس باشا لطه حسين بأن بتمسك بتوليه الوزارة أمام الملك، وأن يدعم مشاريعه بالميزانية المناسبة، وكان إعلان مجانيَّة التعليم حتى المرحلة الثانوية مفاجأة للجميع، بمن فيهم الملك، في حفل افتتاح جامعة الإسكندرية.
لم يستمر طه حسين في الوزارة أكثر من سنتين، حيث سقط العهد الملكي، لكن الرئيس جمال عبدالناصر استمر في ترسيخ ما بدأه طه حسين من مجانية التعليم بتضمين مادة رئيسية في الدستور تنص على أن التعليم «حق للمصريين جميعاً تكفله الدولة.. وهو في مراحله المختلفة في مدارس الدولة وجامعاتها بالمجان»، وبذلك توجت مجانية التعليم في مصر في عهد عبدالناصر بإعلان مجانية التعليم الجامعي، وهي الغاية التي مُنع طه حسين من تحقيقها فترة توليه الوزارة، بذريعة الخوف من نشر الشيوعية في مصر!
وفي تسجيل مصور نقل طه حسين حديثاً دار بين الأمير محمد علي ومصطفى النحاس، إذ قال الأمير محمد: إذا تعلم الناس جميعاً كما يريد طه حسين، فمن سيخدمنا في بيوتنا؟ فأجابه النحاس: إن العاملين في خدمة الفنادق في أوروبا متعلمون، فالتعليم لا يتنافى مع مبدأ الخدمة، فاقتنع الأمير محمد.
التعليم هو الأداة الناجعة لتجسير الفوارق بين الطبقات، ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفئات المسحوقة والمهمشة، والتحدي الجديد أمام التعليم بعد المجانية هو تكافؤ فرص جودة التعليم بين الحكومي والخاص الذي يقدم برامج تعليمية أكثر حداثة وتقدماً.. فهل يستطيع التعليم الحكومي المجاني في الوطن العربي الصمود ومنافسة جودة بعض مدارس التعليم الخاص ذات الإمكانات الكبيرة والبرامج التعليمية النوعية؟